نام کتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت نویسنده : ابن الأثير، عزالدین جلد : 3 صفحه : 34
مرو الشاهجان وكتب يزدجرد - وهو بمرو الروذ - إلى خاقان ، وإلى ملك الصغد ، وإلى ملك الصين يستمدهم . وخرج الأحنف من مرو الشاهجان واستخلف عليها حارثة بن النعمان الباهلي بعد ما لحقت به أمداد أهل الكوفة وسار نحو مرو الروذ . فلما سمع يزدجرد سار عنها إلى بلخ ونزل الأحنف مرو الروذ ، وقدم أهل الكوفة إلى يزدجرد واتبعهم الأحنف فالتقى أهل الكوفة ويزدجرد ببلخ فانهزم يزدجرد وعبر النهر ولحق الأحنف بأهل الكوفة ، وقد فتح الله عليهم ، فبلخ من فتوحهم . وتتابع أهل خراسان من هرب وشذ على الصلح فيما بين نيسابور إلى طخارستان ، وعاد الأحنف إلى مرو الروذ فنزلها واستخلف على طخارستان ربعيّ بن عامر وكتب الأحنف إلى عمر بالفتحٍ ، فقال عمر : ( وددتُ أن بيننا وبينها بحرا من نار . فقال علي : ولم يا أمير المؤمنين ؟ قال : لأن أهلها سينقضون منها ثلاث مرات فيجتاحون في الثالثة فكان ذلك بأهلها أحب إلي من أن يكون بالمسلمين . وكتب عمر إلى الأحنف أنْ يقتصر على ما دون النهر ولا يجوزه . ولما عبر يزدجرد النهر مهزوماً أنجده خاقان في الترك وأهل فرغانة والصغد فرجع يزدجرد وخاقان إلى خراسان فنزلا بلخ ورجع أهل الكوفة إلى الأحنف بمرو الروذ ، ونزل المشركون عليه بمرو أيضاً . وكان الأحنف لمّا بلغه خبر عبور يزدجرد وخاقان النهر إليه خرج ليلاً يتسمع هل يسمع برأي ينتفع به ، فمرّ برجلين ينقيان علفاً وأحدهما يقول لصاحبه : لو أسندنا الأمير إلى هذا الجبل فكان النهر بيننا وبين عدونا خندقاً
نام کتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت نویسنده : ابن الأثير، عزالدین جلد : 3 صفحه : 34