responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت نویسنده : ابن الأثير، عزالدین    جلد : 3  صفحه : 204


والله أعمالهم وذهبت ريحهم فوالله ما أمسوا حتى عرف الذل فيهم .
وأحب أهل المدينة أن يعلموا رأي علي في معاوية وقتاله أهل القبلة أيجسر عليه أم ينكل عنه وقد بلغهم أن ابنه الحسن دعاه إلى القعود وترك الناس فدسوا زياد بن حنظلة التميمي وكان منقطعا إلى علي فجلي إليه ساعة فقال له علي يا زياد تيسر .
فقال لأي شيء فقال لغزو الشام فقال زياد الأناة والرفق أمثل وقال :
( ومن لم يصانع في أمور كثيرة * يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم ) فتمثل علي وكأنه لا يريده :
( متي تجمع القلب الزكي وصارما * وأنفا حميا تجتنبك المظالم ) فخرج زياد والناس ينتظرونه وقالوا ما وراءك فقال السيف يا قوم فعرفوا ما هو فاعل . واستأذنه طلحة والزبير في العمرة فإذن لهما فلحقا بمكة . ودعا علي محمد بن الحنفية فدفع إليه اللواء وولى عبد الله بن عباس ميمنته وعمرو بن أبي سلمة أو عمرو بن سفيان بن عبد الأسد ولاه ميسرته ودعا أبا ليلي بن عمر بن الجراح ابن أخي أبي عبيدة بن الجراح فجعله علي مقدمته واستخلف على المدينة قثم بن العباس ولم يول ممن خرج على عثمان أحدا وكتب إلى قيس بن سعد وإلي عثمان بن حنيف وإلي أبي موسى أن يندبوا الناس إلى أهل الشام ودعا أهل المدينة إلى قتالهم وقال لهم إن في سلطان الله عصمة أمركم فأعطوه طاعتكم غير ملوية ولا مستكره بها والله لتفعلن أو لينقلن الله عنكم سلطان الإسلام ثم لا ينقله إليكم أبدا حتى يأزر الأمر إليها .
انهضوا إلى هؤلاء القوم الذين يريدون تفريق جماعتكم لعل الله يصلح بكم ما أفسد أهل

نام کتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت نویسنده : ابن الأثير، عزالدین    جلد : 3  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست