responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت نویسنده : ابن الأثير، عزالدین    جلد : 2  صفحه : 423


المَوْتِ بِالحَقً ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيْدُ ) ، إني قد كنتُ نحلتُك حائط كذا ، وفي نفسي منه شيء فرُديْه على الميراث .
فردته ، فقال : إنما هما أخواك وأختاك . قالت : مَن الثانية ! إنما هي أسماء . قال : ذات بطن بنت خارجة ، يعني زوجته ، وكانت حاملاً فولدت أم كلثوم بعد موته . وقال لها : أما أنا منذ ولينا أمر المسلمين لم نأكل لهم ديناراً ولا درهماً ، ولكنا قد أكلنا من جريش طعامهم ، ولبسنا من خشن ثيابهم ، وليس عندنا من فَيْءِ المسلمين إلا هذا العبد ، وهذا البعير ؛ وهذه القطيفة فإذا مِتُّ فابعثي بالجميع إلى عمر . فلما مات بعثته إلى عمر ، فلما رآه بكى حتى سالتْ دموعه إِلى الأرض وجعل يقول :
رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده محرر ذلك وأمر برفعه . فقال عبد الرحمن بن عوف : ( سبحان الله تسلب عيال أبي بكر عَبْداً وناضحاً وسحق قطيفة ثمنها خمسة دراهم ! فلو أمرتَ يردِّها عليهم . فقال : لا والذي بعث محمداً صلى الله عليه وسلم لا يكون هذا في ولايتي ولا يخرج أبو بكر منه وأتقلدُهُ أنا . وأمر أبو بكر أن يرد جميع ما أخذ من بيت المال لنفقته بعد وفاته .
وقيل : إن زوجته اشتهت حلواً . فقال : ليس لنا ما نشتري به . فقالت : أنا استفضلُ من نفقتنا في عدة أيام ما نشتري به . قال : افعلي . ففعلت ذلك فاجتمع لها في أيام كثيرة شيء يسير ، فلما عرفته ذلك ليشتري به حلواً أخذه فرده إلىِ بيت المال ، وقال : هذا يفضُل عن قوتنا ، وأسقط من نفقته بمقدار ما نقصت كل يوم وغرِمَه لبيت المال من مِلْكٍ كان له .
هذا والله هو التقوى الذي لا مزيد عليه ، وبحقٍ قدمَهُ الناسُ رضي الله عنه وأرضاه .

نام کتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت نویسنده : ابن الأثير، عزالدین    جلد : 2  صفحه : 423
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست