responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت نویسنده : ابن الأثير، عزالدین    جلد : 2  صفحه : 371


فوثبوا عليه فقتلوه .
وقصد عظم الفلال إلى دارين فركبوا إليها السفن ، ولحق الباقون ببلاد قومهم ، فكتب العلاء إلى من ثبت على إسلامه من بكر بن وائل منهم عتيبة بن النهاس ، والمثنى بن حارثة ، وغيرهما يأمرهم بالقعود للمنهزمين والمرتدين بكل طريق ، ففعلوا وجاءت رسلهم إِلى العلاء بذلك فأمر أنْ يؤتى من وراء ظهره فندب حينئذ الناس إلى دارين ، وقال لهم : قد أراكم الله من آياته في البر لتعتبروا بها في البحر فانهضوا إلى عدوكم ، واستعرِضوا البحر . وارتحل وارتحلوا حتى اقتحم البحر على الخيل والإبل والحمير وغير ذلك ، وفيهم الراجل ودعا ودعوا وكان من دعائهم : ( يا أرحم الراحمين ، يا كريم ، يا حليم ، يا أحد ، يا صمد ، يا حيّ ، يا محي الموتى ، يا حي ، يا قيوم ، لا إله إلا أنت ، يا ربنا . فاجتازوا ذلك الخليج بإذن الله يمشون على مثل رملة فوقها ماء يغمر أخفاف الِإبل ، وبين الساحل ودارين يوم وليلة بسفن البحر فالتقوا واقتتلوا قتالاً شديداً فظفر المسلمون ؛ وانهزم المشركون ؛ وأكثر المسلمون القتل فيهم فما تركوا بها مخبراً وغنموا وسبوا ، فلما فرغوا رجعوا حتى عبروا وضرب الِإسلام فيها بجرانه .
وكتب العلاء إلى أبي بكر يعرّفه هزيمة المرتدين ، وقتل الحطم ، وكان مع المسلمين راهب من أهل هجر فأسلم فقيل له : ما حملك على الاسلام ؟ قال : ثلاثة أشياء : خشيتُ أن يمسخني الله بعدها فيض في الرمال ، وتمهيد أثباج البحر ، ودعاء سمعتُه في عسكرهم في الهواء سحراً : اللهم أنت الرحمن الرحيم ، لا إله غيرك ، والبديع فليس قبلك شيء ، والدائم غير الغافل ، الحي الذي لا يموت ، وخالق ما يرى وما لا يرى وكل يوم أنت في شأن ، علمت كل شيء

نام کتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت نویسنده : ابن الأثير، عزالدین    جلد : 2  صفحه : 371
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست