نام کتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت نویسنده : ابن الأثير، عزالدین جلد : 2 صفحه : 152
عكرمة بن أبي جهل ، وكان لواؤهم مع بني عبد الدار ، فقال لهم أبو سفيان : إنما يؤتى الناسُ من قِبَل راياتهم فإما أن تَكْفُونا وإما أن تُخَلُّوا بيننا وبين اللواء ، يحرضهم بذلك . فقالوا : ستعلم إذا التقينا كيف نصنع ، وذلك أراد . واستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وترك أحُداً خلف ظهره ، وجعل وراءه الرماة ، وهم خمسون رجلاً وافر عليهم عبد الله بن جبير أخا خَوّات بن جبير وقال له : انضحْ عنا الخيل بالنبل لا يأتونا من خَلْفنَا إنْ كانت لنا أو علينا ، وأثبت مكانك إن كانت لنا أو علينا . وظاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين دِرْعَيْن وأعطى اللواء مُصْعَب بن عُمَيْر وأمّر الزبير على الخيل ومعه المقداد ، وخرج حمزة بالجيش بين يديه . وأقبل خالد وعكرمة ، فلقيهما الزبير والمقداد فهزما المشركين ، وحمل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فهزموا أبا سفيان ، وخرج طلحة بن عثمان صاحب لواء المشركين ، . وقال : يا معشر أصحاب محمد إنكم تزعمون أنّ الله يعجلنا بسيوفكم إلى النار ويعجلكم بسيوفنا إلى الجنة فهل أحدٌ منكم يعجّله سيفي إلى الجنة أو يعجلني سيفه إلى النار ؟ فبرز إليه علي بن أبي طالب فضربه علي فقطعَ رجله فسقط وانكشفت عورته ، فناشده الله [ والرحم ] فتركه ، فكبّر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لعلي : ما مَنَعَكَ أنْ تُجْهِزَ عليه ؟ قال : إنّه ناشدني الله والرحم فاستحييت منه . وكان بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم سيف فقال : مَنْ يأخذه بحقه ؟ فقام إليه رجال فأمسكه عنهم ، حتى قام أبو دُجَانة فقال : وما حقُّهُ يا رسول الله ؟ قال : تضرب به العَدُوَّ حتى ينحني . قال : أنا آخُذُه . فأعطاه إياه . وكان شجاعاً ، وكان إذا أعلم بعصابةٍ له حمراء علم الناسُ أنه يقاتل - فعصب رأسه بها وأخذ السيف ؟ وجعل يتبختر بين الصفين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنها مِشْيَة يبغضها الله إلا في هذا الموطن . فجعل لا يرتفع
نام کتاب : الكامل في التاريخ - ط دار صادر و دار بیروت نویسنده : ابن الأثير، عزالدین جلد : 2 صفحه : 152