وَ هُمُ النَّاسُ فَإِنِ اسْتَقَامُوا لَكَ اسْتَقَامَ لَكَ الَّذِي تُرِيدُ وَ تَطْلُبُ وَ أَمَّا نَحْنُ فَلَيْسَ عَلَيْكَ مِنَّا خِلَافٌ مَتَى دَعَوْتَنَا أَجَبْنَاكَ وَ مَتَى أَمَرْتَنَا أَطَعْنَاكَ.
[خطبة علي ع في الخروج إلى صفين و رأى اصحابه]
نَصْرٌ عُمَرُ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي حُشَيْشٍ[1] عَنْ مَعْبَدٍ قَالَ: قَامَ عَلِيٌّ خَطِيباً عَلَى مِنْبَرِهِ فَكُنْتُ تَحْتَ الْمِنْبَرِ حِينَ حَرَّضَ النَّاسَ وَ أَمَرَهُمْ بِالْمَسِيرِ إِلَى صِفِّينَ لِقِتَالِ أَهْلِ الشَّامِ فَبَدَأَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ «سِيرُوا إِلَى أَعْدَاءِ [اللَّهِ سِيرُوا إِلَى أَعْدَاءِ] السُّنَنِ وَ الْقُرْآنِ سِيرُوا إِلَى بَقِيَّةِ الْأَحْزَابِ قَتَلَةِ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ» فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ يُقَالُ لَهُ أَرْبَدُ فَقَالَ أَ تُرِيدُ أَنْ تُسَيِّرَنَا إِلَى إِخْوَانِنَا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَنَقْتُلَهُمْ لَكَ كَمَا سِرْتَ بِنَا إِلَى إِخْوَانِنَا مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَقَتَلْنَاهُمْ كَلَّا هَا اللَّهِ إِذاً لَا نَفْعَلُ ذَلِكَ[2] فَقَامَ الْأَشْتَرُ فَقَالَ مَنْ لِهَذَا أَيُّهَا النَّاسُ[3] وَ هَرَبَ الْفَزَارِيُّ وَ اشْتَدَّ النَّاسُ عَلَى أَثَرِهِ فَلُحِقَ بِمَكَانٍ مِنَ السُّوقِ تُبَاعُ فِيهِ الْبَرَاذِينُ فَوَطِئُوهُ بِأَرْجُلِهِمْ وَ ضَرَبُوهُ بِأَيْدِيهِمْ وَ نِعَالِ سُيُوفِهِمْ[4] حَتَّى قُتِلَ- فَأَتَى عَلِيٌّ فَقِيلَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قُتِلَ الرَّجُلُ قَالَ: «وَ مَنْ قَتَلَهُ؟» قَالُوا قَتَلَتْهُ هَمْدَانُ وَ فِيهِمْ شَوْبَةٌ مِنَ النَّاسِ[5] فَقَالَ: «قَتِيلُ عِمِّيَّةٍ لَا يُدْرَى
[1] ح( 1: 279):« أبى خشيش».
[2] ها التنبيه، قد يقسم بها، كما هنا. قال ابن منظور:« إن شئت حذفت الألف التي بعد الهاء، و إن شئت أثبت».
[3] ح:« من هذا المأزق».
[4] نعل السيف: ما يكون في أسفل جفنه من حديدة أو فضة.
[5] ح:« و معهم شوب من الناس».