إِذَا مَا رَمَوْنَا رَمَيَنْاهُمُ
وَ دِنَّاهُمُ مِثْلَ مَا يُقْرِضُونَا[1]
وَ قَالُوا عَلِيٌّ إِمَامٌ لَنَا
فَقُلْنَا رَضِينَا ابْنَ هِنْدٍ رَضِينَا
وَ قُلْنَا نَرَى أَنْ تَدِينُوا لَنَا
فَقَالُوا لَنَا لَا نَرَى[2] أَنْ نَدِينَا
وَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ خَرْطُ الْقَتَادِ
وَ ضَرْبٌ وَ طَعْنٌ يُقِرُّ الْعُيُونَا[3]
وَ كُلٌّ يُسَرُّ بِمَا عِنْدَهُ
يَرَى غَثَّ مَا فِي يَدَيْهِ سَمِيناً
وَ مَا فِي عَلِيٍّ لِمُسْتَعْتِبٍ
مَقَالٌ سِوَى ضَمِّهِ الْمُحْدِثِينَا
وَ إِيثَارِهِ الْيَوْمَ أَهْلَ الذُّنُوبِ
وَ رَفْعِ الْقِصَاصِ عَنِ الْقَاتِلِينَا
إِذَا سِيلَ عَنْهُ حَدَا شُبْهَةً
وَ عَمَّى الْجَوَابَ عَلَى السَّائِلِينَا[4]
فَلَيْسَ بِرَاضٍ وَ لَا سَاخِطٍ
وَ لَا فِي النُّهَاةِ وَ لَا الْآمِرِينَا
وَ لَا هُوَ سَاءَ وَ لَا سَرَّهُ
وَ لَا بُدَّ مِنْ بَعْضِ ذَا أَنْ يَكُونَا.
قَالَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ مِنْ عَلِيٍّ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ صَخْرٍ «أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أَتَانِي كِتَابُ امْرِئٍ لَيْسَ لَهُ نَظَرٌ يَهْدِيهِ وَ لَا قَائِدٍ يَرْشُدُهُ دَعَاهُ الْهَوَى فَأَجَابَهُ وَ قَادَهُ فَاتَّبَعَهُ زَعَمْتَ أَنَّهُ أَفْسَدَ عَلَيْكَ بَيْعَتِي خَطِيئَتِي فِي عُثْمَانَ وَ لَعَمْرِي مَا كُنْتُ إِلَّا رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ أَوْرَدْتُ كَمَا أَوْرَدُوا وَ أَصْدَرْتُ كَمَا أَصْدَرُوا وَ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَجْمَعَهُمْ
[1] دناهم، من الدين، و هو القرض، و في قول الحماسى:« دناهم كما دانوا».
يقرضونا، من الإقراض. و قد حذف نون الرفع، و هو وجه جائز في العربية. انظر التنبيه رقم 2 ص 4. و في الأصل:« يعرضونا» صوابه في ح و الكامل.
[2] ح:« ألا لا نرى».
[3] قال المبرد:« و أحسن الروايتين: يفض الشئونا. و في آخر هذا الشعر ذمّ لعلى بن أبى طالب رضي اللّه عنه، أمسكنا عن ذكره».
[4] سيل: سئل. حدا شبهة: ساقها في الأصل:« عن السائلينا» صوابه في ح.