responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وقعة صفين نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 545

وَ بَاعَدَهُ أَبُو مُوسَى فَرَجَعَ عَمْرٌو مَغْمُوماً فَخَرَجَ عَمْرٌو وَ مَعَهُ ابْنُ عَمٍّ لَهُ غُلَامٌ شَابٌّ وَ هُوَ يَقُولُ:

يَا عَمْرُو إِنَّكَ لِلْأُمُورِ مُجَرِّبُ‌

فَارْفُقْ وَ لَا تَقْذِفْ بِرَأْيِكَ أَجْمَعَ‌

وَ اسْتَبْقِ مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتَ فَإِنَّهُ‌

لَا خَيْرَ فِي رَأْيٍ إِذَا لَمْ يَنْفَعِ‌

وَ اخْلَعْ مُعَاوِيَةَ بْنَ حَرْبٍ خُدْعَةً

يَخْلَعْ عَلِيّاً سَاعَةً وَ تَصَنَّعِ‌

وَ اجْعَلْهُ قَبْلَكَ ثُمَّ قُلْ مِنْ بَعْدِهِ‌

اذْهَبْ فَمَا لَكَ فِي ابْنِ هِنْدٍ مَطْمَعُ‌

تِلْكَ الْخَدِيعَةُ إِنْ أَرَدْتَ خِدَاعَهُ‌

وَ الرَّاقِصَاتِ إِلَى مِنًى خُذْ أَوْ دَعْ.

فَافْتَرَصَهَا عَمْرٌو[1] وَ قَالَ: يَا أَبَا مُوسَى مَا رَأْيُكَ؟ قَالَ: رَأْيِي أَنْ أَخْلَعَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ ثُمَّ يَخْتَارَ النَّاسُ لِأَنْفُسِهِمْ مَنْ أَحَبُّوا فَأَقْبَلَا إِلَى النَّاسِ وَ هُمْ مُجْتَمِعُونَ فَتَكَلَّمَ أَبُو مُوسَى فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ فَقَالَ: إِنَّ رَأْيِي وَ رَأْيَ عَمْرٍو قَدِ اتَّفَقَ عَلَى أَمْرٍ نَرْجُو أَنْ يُصْلِحَ اللَّهُ بِهِ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَالَ عَمْرٌو: صَدَقَ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا مُوسَى فَتَكَلَّمْ. فَتَقَدَّمَ أَبُو مُوسَى لِيَتَكَلَّمَ فَدَعَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: وَيْحَكَ إِنِّي لَأَظُنُّهُ قَدْ خَدَعَكَ إِنْ كُنْتُمَا قَدِ اتَّفَقْتُمَا عَلَى أَمْرٍ فَقَدِّمْهُ قَبْلَكَ فَيَتَكَلَّمَ بِذَلِكَ الْأَمْرِ قَبْلَكَ ثُمَّ تَكَلَّمْ أَنْتَ بَعْدَهُ فَإِنَّ عَمْراً رَجُلٌ غَدَّارٌ وَ لَا آمَنُ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَعْطَاكَ الرِّضَا فِيمَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ فَإِذَا قُمْتَ بِهِ فِي النَّاسِ خَالَفَكَ وَ كَانَ أَبُو مُوسَى رَجُلًا مُغَفَّلًا فَقَالَ: إِيهاً عَنْكَ إِنَّا قَدِ اتَّفَقْنَا. فَتَقَدَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا قَدْ نَظَرْنَا فِي أَمْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَلَمْ نَرَ شَيْئاً هُوَ أَصْلَحُ لِأَمْرِهَا وَ أَلَمُّ لِشَعَثِهَا مِنْ أَلَّا تَتَبَايَنَ أُمُورُهَا[2] وَ قَدْ أَجْمَعَ رَأْيِي وَ رَأْيُ صَاحِبِي عَمْرٍو عَلَى خَلْعِ عَلِيٍّ وَ مُعَاوِيَةَ وَ أَنْ نَسْتَقْبِلَ هَذَا الْأَمْرَ فَيَكُونَ شُورَى بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فَيُوَلُّونَ أُمُورَهُمْ مَنْ أَحَبُّوا وَ إِنِّي قَدْ خَلَعْتُ عَلِيّاً


[1] يقال: فرص الفرصة و افترصها و تفرصها، أي أصابها.

[2] في الأصل:« لشعثها ألا نبتر أمورها» صوابه في ح.

نام کتاب : وقعة صفين نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 545
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست