وَ صَدْرَهُ وَ هُوَ الْمُصَدَّقُ عَلَى مَا قَالَ الْمَأْمُونُ عَلَى مَا فَعَلَ فَإِنْ قَالَ: لَا قُلْنَا: لَا وَ إِنْ قَالَ: نَعَمْ قُلْنَا: نَعَمْ. فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةَ فَبَعَثَ إِلَى مَصْقَلَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ فَقَالَ: يَا مَصْقَلَةُ مَا لَقِيتُ مِنْ أَحَدٍ مَا لَقِيتُ مِنْ رَبِيعَةَ قَالَ: مَا هُمْ مِنْكَ بِأَبْعَدَ مِنْ غَيْرِهِمْ وَ أَنَا بَاعِثٌ إِلَيْهِمْ فِيمَا صَنَعُوا فَبَعَثَ مَصْقَلَةُ إِلَى الرَّبَعِيِّينَ فَقَالَ-:
لَنْ يُهْلِكَ الْقَوْمَ أَنْ تُبْدَى نَصِيحَتُهُمْ
إِلَّا شَقِيقٌ أَخُو ذُهْلٍ وَ كُرْدُوسُ
وَ ابْنُ الْمُعَمَّرِ لَا تَنْفَكُّ خُطْبَتُهُ
فِيهَا الْبَيَانُ وَ أَمْرُ الْقَوْمِ مَلْبُوسُ
أَمَّا حُرَيْثٌ فَإِنَّ اللَّهَ ضَلَّلَهُ
إِذْ قَامَ مُعْتَرِضاً وَ الْمَرْءُ كُرْدُوسُ
طَأْطَأَ حُضَيْنٌ هُنَا فِي فِتْنَةٍ جَمَحَتْ
إِنَّ ابْنَ وَعْلَةَ فِيهَا كَانَ مَحْسُوسُ
مَنُّوا عَلَيْنَا وَ مَنَّاهُمْ وَ قَالَ لَهُمْ
قَوْلًا يَهِيجُ لَهُ الْبُزْلُ الْقَنَاعِيسُ
كُلُّ القَبَائِلِ قَدْ أَدَّى نَصِيحَتَهُ
إِلَّا رَبِيعَةَ زَعْمَ الْقَوْمِ مَحْبُوسٌ.
وَ قَالَ النَّجَاشِيُّ:
إِنَّ الْأَرَاقِمَ لَا يَغْشَاهُمُ بُوسُ
مَا دَافَعَ اللَّهُ عَنْ حَوْبَاءِ كُرْدُوسِ[1]
نَمَتْهُ مِنْ تَغْلِبَ الْغَلْبَا فَوَارِسُهَا
تِلْكَ الرُّءُوسُ وَ أَبْنَاءُ الْمَرَائِيسِ[2]
مَا بَالُ كُلِّ أَمِيرٍ يُسْتَرَابُ بِهِ
دِينٌ صَحِيحٌ وَ رَأْيٌ غَيْرُ مَلْبُوسٍ
وَالَى عَلِيّاً بِغَدْرٍ بَذَّ مِنْهُ إِذَا
مَا صَرَّحَ الْغَدْرُ عَنْ رَدِّ الضَّغَابِيسِ
نِعْمَ النَّصِيرُ لِأَهْلِ الْحَقِّ قَدْ عَلِمَتْ
عُلْيَا مَعَدٍّ عَلَى أَنْصَارِ إِبْلِيسِ
[1] الأراقم، هم جشم و مالك و عمرو و ثعلبة و الحت و معاوية، بنو بكر بن حبيب ابن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط. و الحوباء: النفس. و في الأصل:
«من حوباء».
[2] الغلباء لقب لتغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. انظر القاموس (غلب) ر المعارف 41- 42. و في الأصل:
«العليا». و المرائيس: جمع مرآس، و هو المتقدم السابق.