responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وقعة صفين نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 446

فَغَضِبَ النُّعْمَانُ فَقَالَ: يَا مُعَاوِيَةُ لَا تَلُومَنَّ الْأَنْصَارَ بِسُرْعَتِهِمْ فِي الْحَرْبِ فَإِنَّهُمْ كَذَلِكَ كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَأَمَّا دُعَاؤُهُمْ اللَّهَ فَقَدْ رَأَيْتُهُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص يَفْعَلُونَ ذَلِكَ كَثِيراً وَ أَمَّا لِقَاؤُكَ إِيَّاهُمْ فِي أَعْدَادِهِمْ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَقِيَتْ قُرَيْشٌ مِنْهُمْ قَدِيماً فَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَرَى فِيهِمْ مِثْلَ ذَلِكَ آنِفاً فَافْعَلْ وَ أَمَّا التَّمْرُ وَ الطَّفَيْشَلُ فَإِنَّ التَّمْرَ كَانَ لَنَا فَلَمَّا أَنْ ذُقْتُمُوهُ شَارَكْتُمُونَا فِيهِ وَ أَمَّا الطَّفَيْشَلُ فَكَانَ لِلْيَهُودِ فَلَمَّا أَكَلْنَاهُ غَلَبْنَاهُمْ عَلَيْهِ كَمَا غَلَبَتْ قُرَيْشٌ عَلَى السَّخِينَةِ[1].

ثُمَّ تَكَلَّمَ مَسْلَمَةُ بْنُ مَخْلَدٍ فَقَالَ: يَا مُعَاوِيَةُ إِنَّ الْأَنْصَارَ لَا تُعَابُ أَحْسَابُهَا وَ لَا نَجَدَاتُهَا وَ أَمَّا غَمُّهُمْ إِيَّاكَ فَقَدْ وَ اللَّهِ غَمُّونَا وَ لَوْ رَضِينَا مَا فَارَقُونَا وَ مَا فَارَقْنَا جَمَاعَتَهُمْ وَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَمَا فِيهِ مِنْ مُبَايَنَةِ الْعَشِيرَةِ وَ مُبَاعَدَةِ الْحِجَازِ وَ حَرْبِ الْعِرَاقِ وَ لَكِنْ حَمَلْنَا ذَلِكَ لَكَ وَ رَجَوْنَا مِنْكَ عِوَضَهُ وَ أَمَّا التَّمْرُ وَ الطَّفَيْشَلُ فَإِنَّهُمَا يَجُرَّانِ‌[2] عَلَيْكَ نَسَبَ السَّخِينَةِ وَ الْخُرْنُوبِ.

وَ انْتَهَى الْكَلَامُ إِلَى الْأَنْصَارِ فَجَمَعَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيُّ الْأَنْصَارَ ثُمَّ قَامَ خَطِيباً فِيهِمْ فَقَالَ: إِنَّ مُعَاوِيَةَ قَدْ قَالَ مَا بَلَغَكُمْ وَ أَجَابَ عَنْكُمْ صَاحِبَاكُمْ‌[3] فَلَعَمْرِي لَئِنْ غِظْتُمْ مُعَاوِيَةَ الْيَوْمَ لَقَدْ غِظْتُمُوهُ بِالْأَمْسِ وَ إِنْ وَتَرْتُمُوهُ فِي الْإِسْلَامِ فَقَدْ وَتَرْتُمُوهُ فِي الشِّرْكِ وَ مَا لَكُمْ إِلَيْهِ مِنْ ذَنْبٍ أَعْظَمَ مِنْ نَصْرِ هَذَا الدِّينِ الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ فَجِدُّوا الْيَوْمَ جِدّاً تَنْسَوْنَهُ بِهِ مَا كَانَ أَمْسِ وَ جِدُّوا غَداً [جِدّاً] تَنْسَوْنَهُ‌[4] [بِهِ‌] مَا كَانَ الْيَوْمَ وَ أَنْتُمْ مَعَ هَذَا


[1] السخينة: طعام يتخذ من دقيق و سمن- و قيل من دقيق و تمر- أغلظ من الحساء و أرق من العصيدة. و كانت قريش تكثر من أكلها فعيرت بها حتّى سموا سخينة.

[2] في الأصل:« يجبران» و أثبت ما في ح( 4: 297).

[3] أي النعمان و مسلمة. و في الأصل:« صاحبكم» صوابه في ح.

[4] في الأصل:« فتنسونه» و أثبت ما في ح.

نام کتاب : وقعة صفين نویسنده : المنقري، نصر بن مزاحم    جلد : 1  صفحه : 446
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست