نَحْنُ نَصَرْنَاهُ عَلَى جُلِّ الْعَرَبْ[1]
يَا أَيُّهَا الْعَبْدُ الْغَرِيرُ الْمُنْتَدِبْ[2]
اثْبُتْ لَنَا يَا أَيُّهَا الْكَلْبُ الْكَلِبْ
».
ثُمَّ خَالَطَهُ فَمَا أَمْهَلَهُ أَنْ ضَرَبَهُ ضَرْبَةً وَاحِدَةً فَقَطَعَهُ نِصْفَيْنِ[3].
قَالَ نَصْرٌ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ الْجُرْجَانِيِ[4] إِنَّ مُعَاوِيَةَ جَزِعَ عَلَيْهِ جَزَعاً شَدِيداً وَ عَاتَبَ عَمْراً قَالَ مُعَاوِيَةُ
حُرَيْثُ أَ لَمْ تَعْلَمْ وَ جَهْلُكَ ضَائِرٌ
بِأَنَّ عَلِيّاً لِلْفَوَارِسِ قَاهِرُ
وَ أَنَّ عَلِيّاً لَمْ يُبَارِزْهُ فَارِسٌ
مِنَ النَّاسِ إِلَّا أَقْصَدَتْهُ الْأَظَافِرُ
أَمَرْتُكَ أَمْراً حَازِماً فَعَصَيْتَنِي
فَجَدُّكَ إِذْ لَمْ تَقْبَلِ النُّصْحَ عَاثِرُ
وَ دَلَّاكَ عَمْرٌو وَ الْحَوَادِثُ جَمَّةٌ
غُرُوراً وَ مَا جَرَّتْ عَلَيْكَ الْمَقَادِرُ
وَ ظَنَّ حُرَيْثٌ أَنَّ عَمْراً نَصِيحُهُ
وَ قَدْ يُهْلِكُ الْإِنْسَانُ مَنْ لَا يُحَاذِرُ
أَ يَرْكَبُ عَمْرٌو رَأْسَهُ خَوْفَ سَيْفِهِ
وَ يُصْلِي حُرَيثاً إِنَّهُ لَفُرَافِرُ
[5].
[مصرع عمرو بن حصين السكسكي]
نَصْرٌ عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ تَمِيمٍ قَالَ:: فَلَمَّا قَتَلَ عَلِيٌّ حُرَيْثاً بَرَزَ عَمْرُو بْنُ حُصَيْنٍ السَّكْسَكِيُّ فَنَادَى: يَا أَبَا حَسَنٍ هَلُمَّ إِلَى الْمُبَارَزَةِ فَأَنْشَأَ عَلِيٌّ يَقُولُ:
«
مَا عِلَّتِي وَ أَنَا جَلْدٌ حَازِمٌ
وَ عَنْ يَمِينِي مَذْحِجُ الْقَمَاقِمِ
وَ عَنْ يَسَارِي وَائِلُ الْخَضَارِمِ
وَ الْقَلْبُ حَوْلِي مُضَرُ الْجَمَاجِمِ
وَ أَقْبَلَتْ هَمْدَانُ فِي الْخَضَارِمِ
مَشْيَ الْجِمَالِ الْبُزَّلِ الْخَلَاجِمِ
[1] ح (1: 492): «كل العرب».
[2] الغرير: المخدوع. و في الأصل: «العزيز» و هذا البيت و تاليه لم يرويا في ح.
[3] في الأصل: «ثم ضربه على فقتله» و أثبت بدلها ما ورد في ح.
[4] في الأصل: «محمّد بن عبد اللّه الجرجانى» و الوجه ما أثبت.
[5] الفرافر، بفاءين أولاهما مضمومة: الأخرق الأحمق. و في الأصل: «قراقر» بقافين، و وجهه ما أثبت. و هذا البيت لم يرد في ح.