لَا يَكُونُ مُسْتَصْحَباً وَ الْمُسْتَصْحَبُ لَا يَكُونُ مُسْتَخْلَفاً»[1] ثُمَّ خَرَجَ وَ خَرَجَ أَمَامَهُ الْحُرُّ بْنُ سَهْمِ بْنِ طَرِيفٍ الرَّبَعِيُّ- رَبِيعَةُ تَمِيمٍ وَ هُوَ يَقُولُ
يَا فَرَسِي سِيرِي وَ أُمِّي الشَّامَا
وَ قَطِّعِي الْحُزُونَ وَ الْأَعْلَاما[2]
وَ نَابِذِي مَنْ خَالَفَ الْإِمَامَا
إِنِّي لَأَرْجُو إِنْ لَقِينَا الْعَامَا
جَمْعَ بَنِي أُمَيَّةَ الطَّغَامَا
أَنْ نَقْتُلَ الْعَاصِيَ وَ الْهُمَامَا
وَ أَنْ نُزِيلَ مِنْ رِجَالٍ هَاما.
قَالَ: وَ قَالَ مَالِكُ بْنُ حَبِيبٍ: وَ هُوَ عَلَى شُرْطَةِ عَلِيٍّ وَ هُوَ آخِذٌ بِعِنَانِ دَابَّتِهِ ع يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَ تَخْرُجُ بِالْمُسْلِمِينَ فَيُصِيبُوا أَجْرَ الْجِهَادِ وَ الْقِتَالِ وَ تُخَلِّفُنِي فِي حَشْرِ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: «إِنَّهُمْ لَنْ يُصِيبُوا مِنَ الْأَجْرِ شَيْئاً إِلَّا كُنْتَ شَرِيكَهُمْ فِيهِ وَ أَنْتَ هَاهُنَا أَعْظَمُ غَنَاءً مِنْكَ عَنْهُمْ[3] لَوْ كُنْتَ مَعَهُمْ» فَقَالَ: سَمْعًا وَ طَاعَةً يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَخَرَجَ عَلِيٌّ حَتَّى إِذَا جَازَ حَدَّ الْكُوفَةِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ.
[صلاة علي عند الخروج]
نَصْرٌ إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّ عَلِيّاً صَلَّى بَيْنَ الْقَنْطَرَةِ وَ الْجِسْرِ رَكْعَتَيْنِ.
[1] قال الرضى في نهج البلاغة:« و ابتداء هذا الكلام مرويّ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله. و قد قفاه أمير المؤمنين عليه السلام بأبلغ كلام، و تممه بأحسن تمام، من قوله:
و لا يجمعهما غيرك، إلى آخر الفصل». و وعثاء السفر: مشقته. و المنقلب: الرجوع.
[2] انظر الأغانى( 11: 130).
[3] ح( 1: 277):« عنهم منك».