responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقاتل الطالبيين نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 1  صفحه : 16
ولذلك ارتأى الاخ الفاضل محمد كاظم الكتبي صاحب المطبعة الحيدرية ومكتبتها إعادة طبع الكتاب للمرة الثانية بالنسبة لمطبعته وللمرة الرابعة بالنسبة لمجموع طبعات الكتاب. وقد عهد إلي الاخ الكتبي قراءة مسودات الكتاب والنظر فيه قبل الاء قدام على نشره بهذه الحلة الجديدة، وإني لارجو ان يكون الكتاب قد خرج وهو اقرب ما يكون إلى الصحة والصواب، كما آمل ان ينتفع به الباحثون، فهو من اجل كتب التاريخ والتراجم التي عرفناها في اللغة العربية. النجف 10 / 8 / 1965 كاظم المظفر
[ 1 ]
* (بسم الله الرحمن الرحيم) * أخبرنا السيد الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الرحمان الحسني رضى الله عنه وأرضاه قرأته عليه قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري وعبد الله بن الحسين بن محمد الفارسي قراءة عليهما قال: أخبرنا أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد الاصبهاني: [1] بحمد الله والثناء عليه يفتتح كل كلام، ويبتدأ كل مقال كفاء لآلائه وشكرا لجميل بلائه. ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من آمن بربوبيته، واعترف بوحدانيته، وأن محمدا عبده ورسوله المبعوث برسالته، والداعي إلى طاعته، والموضح الحق ببرهانه، والمبين أعلام الهدى ببيانه، عليه وعلى آله وأطايب أرومته، والمصطفين من عترته، أفضل سلام الله وتحيته، وبركاته ورحمته. وبالله نستعين على ما أردناه، وقصدنا إليه ونحوناه، من أمر الدنيا والآخرة والعاجلة والآجلة. وبه عز وتعالى نعوذ من كل عمل لا يرتضيه، فيردى، وسعي لا يشكره فيكدى، إذعانا بالتقصير والعجز، وتبرؤا من الحول والطول إلا بقدرته ومشيئته وتوفيقه وهدايته. وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب. وصلى الله على نبيه محمد صلى الله عليه سيد الاولين والآخرين، وخاتم النبيين والمرسلين أولا وآخرا، وبادئا وتاليا، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، وسلم كثيرا،

[1] وفي نسخة (قال علي بن الحسين الاصفهاني المؤلف لهذا الكتاب)
[ 2 ]
ونحن ذاكرون في كتابنا هذا إن شاء الله وأيد منه بعون وإرشاد جملا من أخبار من قتل من ولد أبي طالب منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الوقت الذي إبتدأنا فيه هذا الكتاب، وهو في جمادي الاولى سنة ثلاث عشرة وثلثمائة للهجرة، ومن احتيل في قتله منهم بسم. سقيه وكان سبب وفاته، ومن خاف السلطان وهرب منه فمات في تواريه، ومن ظفر به فحبس حتى هلك في محبسه، على السياقة لتواريخ [1] مقاتل من قتل منهم، ووفاة من توفى بهذه الاحوال، لا على قدر مراتبهم في الفضل والتقدم. ومقتصرون في ذكر أخبارهم على من كان محمود الطريقة، سديد المذهب، لا من كان بخلاف ذلك، أو عدل عن سبيل أهله ومذاهب أسلافه، أو كان خروجه على سبيل عبث وإفساد. وعلى أنا لا ننتفي من أن يكون الشئ من أخبار المتأخرين منهم فاتنا ولم يقع إلينا، لتفرقهم في أقاصي المشرق والمغرب، وحلولهم في نائي الاطراف وشاسع المحال التي يتعذر علينا استعلام أخبارهم فيها، ومعرفة قصصهم لاستيطانهم إياها سيما مع قصور زماننا
[2] هذا وأهله، وخلوه من مدون الخبر، أو ناقل الاثر كما كان المتقدمون قبلهم يدونون ويصنفون وينظمون ويرصفون. ومن اعترف بالتقصير خلا من التأنيب. وجاعلون ما نؤلفه في هذا الكتاب ونأتى به، على أقرب ما يمكننا من الاختصار ونقدر عليه من الاقتصار، وجامعون فيه ما لا يستغنى عن ذكره من أخبارهم وسيرهم ومقاتلهم وقصصهم، إذ كان استيعاب ذلك وجمعه من طرقه ووجوهه يطول جدا ويكثر ويثقل على جامعه وسامعه، والاختصار لمثل هذا أخف على الحامل والناقل. والله المسئول حسن التوفيق والمعونة على ما أرضاه من قول، وأزلف لديه من عمل. وهو حسبنا ونعم الوكيل. [1] - وفي نسخة على السياق والتواريخ
[2] - وفي: " من أن يكون اليسير منهم "
[ 3 ]
* (جعفر بن أبي طالب) * فأول قتيل منهم في الاءسلام جعفر بن أبي طالب عليه السلام. واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب، وهو شيبة بن هاشم وهو عمرو بن عبد مناف. ويكنى أبا عبد الله فيما يزعم أهله. وروى عن أبي هريرة قال: كان جعفر بن أبي طالب يكنى أبا المساكين. حدثني بذلك محمد بن أحمد بن المؤمل الصيرفي قال: حدثنا فضل بن الحسن المصري، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة. وكان جعفر بن أبي طالب الثالث من ولد أبيه، وكان طالب أكبرهم سنا، ويليه عقيل، ويلي عقيلا جعفر، ويلي جعفرا علي. وكل واحد منهم أكبر من صاحبه بعشر سنين، وعلي أصغرهم سنا. حدثني بذلك أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، قال: حدثنا يحيى بن الحسن ابن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، قال: حدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا ابن أبي السري، عن هشام بن محمد الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس. وأمهم جميعا فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وأمها فاطمة، وتعرف بحبي بنت هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي. وأمها حدية بنت وهب بن ثعلبه بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب ابن فهر.
[ 4 ]
وأمها فاطمة بنت عبيد بن منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي. وأمها سلمى بنت عامر بن ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث ابن فهر. وأمها عاتكة بنت أبي همهمة. واسم أبي همهمة عمرو بن عبد العزى بن عامر ابن عميرة بن أبي وديعة بن الحارث بن فهر. وأمها تماضر بنت أبي عمرو بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي. وأمها حبيبة، وهي أمة الله بنت عبد ياليل بن سالم بن مالك بن حطيط بن جشم بن قسى وهو ثقيف. وأمها فلانة بنت مخزوم بن أسامة بن صبح بن وائلة بن نصر بن صعصعة بن ثعلبة بن كنانة بن عمرو بن قين بن فهم بن عمرو بن قيس بن عيلان بن مضر. وأمها ريطة بنت يسار بن مالك بن حطيط بن جشم بن ثقيف. وأمها كلية بنت قصية [1] بن سعد بن بكر بن هوازن. وأمها حبى بنت الحارث بن النابغة بن عميرة بن عوف بن نصر بن معاوية ابن بكر بن هوازن. وفاطمة بنت أسد بن هاشم، أول هاشمية تزوجت هاشميا وولدت له، وأدركت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأسلمت وحسن إسلامها، وأوصت إليه حين حضرتها الوفاة فقبل وصيتها، وصلى عليها ونزل في لحدها واضطجع معها فيه وأحسن الثناء عليها. حدثني العباس بن علي بن العباس النسائي قال حدثنا عبد الله بن محمد بن أيوب، قال حدثنا الحسن بن بشر، قال حدثنا سعدان بن الوليد بياع [1] - وفي نسخة " كلة بنت حصين "
[ 5 ]
السابري عن عطاء، عن ابن عباس قال. لما ماتت فاطمة أم علي بن أبي طالب ألبسها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قميصه واضطجع معها في قبرها، فقال له أصحابه: يارسول الله ما رأيناك صنعت بأحد ما صنعت بهذه المرأة. فقال: " إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبر بي منها. إني إنما ألبستها قميصي لتكسي من حلل الجنة واضطجعت معها في قبرها ليهون عليها ". حدثني علي بن العباس المقانعي قال: حدثنا عبيد بن الهيثم، قال حدثنا القاسم بن نصر، عن عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة عن الزبير بن سعد الهاشمي عن أبيه، عن علي قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله فغسلت أمي فاطمة بنت أسد. حدثني محمد بن الحسين الخثعمي قال: حدثنا عباد بن يعقوب قال: أخبرنا عمرو بن ثابت، عن عبد الله بن يسار، عن جعفر بن محمد قال: كانت فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب حادية عشرة، يعني في السابقة إلى الاء سلام، وكانت بدرية. حدثني أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن الحسن العلوي عن حسين بن حسين اللؤلئي قال حدثنا السري بن سهل الجند نسابوري قال حدثنا محمد ابن عمرو ربيح عن جرير بن عبد الحميد عن مغيرة عن إبراهيم، عن الحسن البصري عن الزبير بن العوام قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يدعو النساء إلى البيعة حين أنزلت هذه الآية: (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك). وكانت فاطمة بنت أسد أول امرأة بايعت رسول الله صلى الله عليه وآله. حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن الحسن، قال: حدثنا بكر بن عبد الوهاب، قال: حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه، عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وآله دفن فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب بالروحاء مقابل حمام أبي قطيفة.
[ 6 ]
* (ذكر مقتل جعفر بن أبي طالب) * والسبب فيه وبعض أخباره قرأت ذلك على محمد بن جرير الطبري في كتاب المغازي فأقر به. قلت حدثكم محمد بن حميد الرازي قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال: وقرئ بحضرتي على أحمد بن محمد بن الجعد الوشاء. قيل حدثكم إسحاق المسيبي. قال حدثنا محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب الزهري في خبر جعفر بن أبي طالب ورجوعه من بلاد الحبشة مع من رجع إلى النبي صلى الله عليه وآله من المهاجرين إليها بأحاديث دخل بعضها في بعض، وذكرت معانيها مفصلة برواية نقلها في أمكانها ومواضعها. حدثني محمد بن إبراهيم بن أبان السراج، قال: حدثنا بشار بن موسى الخفاف، قال: حدثنا أبو عوانة، عن الاجلح، عن الشعبي - واللفظ له. قال لما فتح النبي صلى الله عليه وآله وسلم خيبر قدم جعفر بن أبي طالب رضوان الله عليه من الحبشة فالتزمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل يقبل بين عينيه ويقول: " ما أدري بأيهما أنا أشد فرحا بقدوم جعفر أم بفتح خيبر ". قال ابن إسحاق وابن شهاب الزهري: لما قدم جعفر من أرض الحبشة بعث رسول الله صلى الله عليه وآله بعثه إلى مؤتة. قال ابن إسحاق خاصة عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير: أنه بعث ذلك البعث في جمادي لسنة ثمان من الهجرة، واستعمل عليهم زيد ابن حارثة، وقال: إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس، فإن اصيب جعفر، فعبدالله بن رواحة على الناس. أخبرنا محمد بن جرير قراءة عليه قال: حدثنا ابن حميد، قال. حدثنا سلمة
[ 7 ]
عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر، أنه حدث عن زيد بن أرقم قال: مضى الناس، حتى إذا كانوا بتخوم البلقاء لقيتهم جموع هرقل من الروم والعرب، فانحاز المسلمون إلى قرية يقال مؤتة، فالتقى الناس عندها وتعبأ المسلمون فجعلوا على ميمنتهم رجلا من عذرة يقال له قطبة بن قتادة، وعلى ميسرتهم رجلا من الانصار يقال له: عبادة بن مالك. ثم التقوا فاقتتلوا فقاتل زيد بن حارثة براية رسول الله صل الله عليه وسلم حتى شاط في رماح القوم. ثم أخذها جعفر بن أبي طالب فقاتل بها حتى إذا ألحمه القتال اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها، ثم قاتل القوم حتى قتل. فكان جعفر أول رجل من المسلمين عقر في الاءسلام. أخبرنا محمد بن جرير، قال حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة وأبو ثميلة عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن الزبير عن أبيه عباد، قال حدثني أبي الذي أرضعني، وكان أحد بني مرة بن عوف. وكان في تلك الغزوة غزوة مؤتة. قال: والله لكأني أنظر إلى جعفر حين اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها ثم قاتل القوم حتى قتل. حدثنا أحمد بن عمر بن موسى بن رنجويه قال: حدثني إبراهيم بن الوليد ابن سلمة القرشي. قال حدثني أبي، قال: حدثنا عبد الملك بن عقبة. عن ابي يونس عن عبد الرحمان بن سمرة. قال: بعثني خالد بن الدليد بشيرا إلى رسول الله يوم مؤتة. فلما دخلت المسجد قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله على رسلك يا عبد الرحمان أخذ اللواء زيد بن حارثة فقاتل زيد فقتل، فرحم الله زيدا. ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب فقاتل جعفر فقتل، فرحم الله جعفرا. ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فقاتل عبد الله بن رواحة فقتل فرحم الله عبد الله. قال: فبكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وهم حوله فقال: ما يبكيكم ؟ فقالوا: ما لنا لا نبكي وقد ذهب خيارنا وأشرافنا وأهل الفضل منا. فقال: لا تبكوا، فانما مثل أمتي كمثل حديقة قام عليها صاحبها فأصلح رواكيها
[ 8 ]
وهيأ مساكبها. وحلق سعفها، فأطعمت عاما فوجا. ثم عاما فوجا، ثم عاما فوجا فلعل آخرها طعما أن يكون أجودها قنوانا. وأطولها شمراخا. والذي بعثني بالحق ليجدن ابن مريم في أمتي خلفا من حواريه. قال أبو الفرج: وفيما قال لي علي بن الحسين بن علي بن حمزة بن الحسين بن الحسن بن عبيدالله بن العباس بن علي بن أبي طالب اروه عني. واخرج إلي كتاب عمه محمد بن علي بن حمزة فكتبته عنه. قال علي بن عبد الله بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب: قتل جعفر وهو ابن ثلاث أو اربع وثلاثين سنة. وهذا عندي شبيه بالوهم. لانه قتل في سنة ثمان من الهجرة، وبين ذلك الوقت وبين مبعث رسول الله صلى الله عليه وآله إحدى وعشرون سنة. وهو أسن من اخيه امير المؤمنين علي عليه السلام بعشر سنين وكان لعلي حين اسلم سنون مختلف في عددها فالمكثر يقول كانت خمس عشرة. والمقلل سبع سنين. وكان إسلامه في السنة التي بعث فيها رسول الله صلى الله عليه وآله لا خلاف في ذلك. وعلى اي الروايات قيس امره علم انه كان عند مقتله قد تجاوز هذا المقدار من السنين. قال أبو إسحاق حديثه الذي تقدم ذكره. وقد حدثنا به احمد بن محمد ابن سعيد قال: حدثنا يحيى بن الحسن قال: حدثني إبراهيم بن علي بن عبيدالله ابن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب. عن ابيه عن محمد بن إسحاق قال: قال كعب بن مالك يرثى جعفر بن ابي طالب: هدت العيون ودمع عينك يهمل * سحا كما وكف الضباب المخضل [1] [1] - وفي سيرة ابن هشام: في ليلة وردت علي همومها * طورا احن وتارة اتململ واعتادني حزن فبت كأنني * ببنات نعش والسماك موكل
[ 9 ]
وكأنما بين الجوانح والحشا * مما تأوبني شهاب مدخل وجدا على النفر الذين تتابعوا * يوما بمؤتة أسندوا لم ينقلوا صلى الاء له عليهم من فتية * وسقى عظامهم الغمام المسبل صبروا بمؤتة للاء له نفوسهم * عند الحمام حفيظة أن ينكلوا إذ يهتدون بجعفر ولوائه * قدام أولهم ونعم الاول حتى تفرقت الصفوف وجعفر * حيث التقى وعث الصفوف مجدل فتغير القمر المنير لفقده * والشمس قد كسفت وكادت تأفل [1] قوم بهم نصر الاء له عباده * وعليهم نزل الكتاب المنزل وبهديهم رضي الاءله لخلقه * وبجدهم نصر النبي المرسل بيض الوجوه ترى بطون أكفهم * تندى إذا اعتذر الزمان الممحل حدثنا حامد بن محمد البلخي. قال حدثنا عبيدالله بن عمر القواريري قال: حدثنا محبوب - يعني ابن الحسن - قال: حدثنا خالد الحذاء. عن عكرمة. عن أبي هريرة قال: ما ركب احد المطايا ولا ركب الكور، ولا انتعل، ولا احتذى النعال احد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله افضل من جعفر بن ابي طالب. حدثني أبو عبيد الصيرفي. قال: حدثنا الفضل بن الحسن قال: حدثنا إسحاق بن سليمان الخزاز. قال: حدثنا وكيع بن الجراح. عن فضيل بن مرزوق عن ابي سعيد الخدري. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خير الناس حمزة وجعفر وعلي (عليهم السلام). حدثني أبو عبيد. قال: حدثنا الفضل. قال: حدثنا إسحاق بن ابي إسرائيل قال: حدثنا عبد الله بن جعفر المدني. عن العلاء بن عبد الرحمان عن ابيه. عن ابى هريرة [1] - وفي سيرة ابن هشام. قرم علا بنيانه من هاشم * فرعا أشم وسؤددا ما ينقل
[ 10 ]
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رايت جعفرا ملكا يطير في الجنة مع الملائكة بجناحين. حدثني احمد بن محمد. قال: حدثني يحيى بن الحسن. قال: حدثنا سلمة ابن شبيب قال: حدثنا وهب بن وهب. قال: حدثنا جعفر بن محمد عن ابيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خلق الناس من اشجار شتى. وخلقت انا وجعفرمن طينة واحدة. حدثنا محمد بن الحسين الاشناني، قال. حدثنا محمد بن عبيد المحاربي. قال: حدثنا علي بن غراب، عن جعفر بن محمد عن ابيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لجعفر: انت اشبهت خلقي وخلقي. حدثني محمد بن الحسين الاشناني قال: حدثنا جعفر بن محمد الرماني، قال: حدثنا محمد بن جبلة. قال: حدثنا محمد بن بكر. قال: حدثنا أبو الجارود. قال: حدثني عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر عن ابيه عن جده. قال: خرج رسول الله صل الله عليه وآله وهو يقول: الناس من شجر شتى وانا وجعفر من شجرة واحدة [1] [1] - وفي نسخة: " خلق الناس من اشجار شتى "
[ 11 ]
* (محمد بن جعفر) * ومحمد بن جعفر بن ابي طالب لا تعرف كنيته. وامه اسماء بنت عميس بن معد الحارث بن تيم بن كعب بن مالك بن قحافة ابن عامر بن ربيعة بن عامر بن سعد بن مالك بن بشير بن وهب الله بن شهران بن عفرس بن خلف بن افتل وهو خثعم وامها هند بنت عوف بن الحارث وهو حماطة ابن ربيعة بن ذي جليل بن جرش واسمه منبه بن اسلم بن زيد بن الغوث بن سعد ابن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن غريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير وهو العرنجج بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وهند هذه التي هي أم أسماء بنت عميس التي قيل فيها: الجرشية اكرم الناس أحماء. جرش من اليمن. وابنتها اسماء بنت عميس تزوجها جعفر بن ابي طالب، ثم أبو بكر، ثم أمير المؤمنين علي بن ابي طالب. وابنتها الاخرى ميمونة ام المؤمنين زوجة النبي صلى الله عليه وآله. وابنتها الاخرى لبابة ام الفضل، اخت ميمونة ام ولد العباس بن عبد المطلب. وابنتها الاخرى سلمى بنت عميس ام ولد حمزة بن عبد المطلب. واحماء هذه الجرشية: رسول الله صلى الله عليه وآله، وامير المؤمنين علي ابن ابي طالب، والحمزة، والعباس، وجعفر، وابو بكر، ومن احمائها ايضا الوليد ابن المغيرة المخزومي فأم خالد بن الوليد: ام الفضل الكبرى بنت الحارث اخت اسماء لامها. وهي ام جميع ولد جعفر بن ابي طالب.
[ 12 ]
وتزوجت الجرشية الحارث بن الجون بن بجير بن الهرم بن رويبة بن عبد الله ابن هلال بن عامر. فولدت منه ميمونة زوجة النبي صلى الله عليه وآله. وام الفضل اختها تزوجها العباس فولدت له عبد الله. وعبيدالله. والفضل ومعبدا وقثم. وذكرها الحسن. بن زيد. بن الحسن. بن علي فقال: كانت الجرشية اكرم الناس احماء. ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله. وعليا. وحمزة. وجعفر والعباس. ولم يذكر ابا بكر. وكان في مجلسه جماعة من ولده فراى ذلك قد شق عليهم فقال: وابو بكر بعد سكوت طويل. ولما قتل عنها جعفر تزوجها أبو بكر فولدت له محمدا. ثم توفى فخلف عليها علي بن ابي طالب فولدت له يحيى بن علي. وتوفي في حياة ابيه. ولا عقب له. اخبرني احمد بن محمد بن سعيد. قال: حدثنا يحيى بن الحسن. قال حدثني أبو يونس محمد بن احمد. قال: حدثنا ابراهيم بن المنذر. قال: حدثني عبد الرحمن ابن المغيرة عن ابيه عن الضحاك بن عثمان. قال: خرج عبيدالله بن عمر بن الخطاب في كتيبة يقال لها الخضراء. وكان بإزائه محمد بن جعفر بن ابي طالب معه راية امير المؤمنين علي بن ابي طالب التي تسمى الجموح. وكانا في عشرة آلاف. فاقتتلوا قتالا شديدا. قال: فلقد القى الله عزوجل عليهم الصبر، ورفع عنهم النصر. فصاح عبيدالله حتى متى هذا الحذر ؟ ابرز حتى اناجزك. فبرز له محمد فتطاعنا حتى انكسرت رماحهما. ثم تضاربا حتى انكسر سيف محمد. ونشب سيف عبيدالله بن عمر في الدرقة فتعانقا وعض كل واحد منهما انف صاحبه فوقعا عن فرسيهما. وحمل اصحابهما عليهما فقتل بعضهم بعضا. حتى صار عليهما مثل التل العظيم من القتلى. وغلب علي عليه السلام على المعركة فأزال اهل الشام عنهما. ووقف عليهما فقال اكشفوا هؤلاء القتلى عن ابن اخي فجعلوا يجرون القتلى عنهما حتى كشفوهما فإذا هما متعانقان. فقال علي عليه السلام: اما والله لعن غير حب تعانقتما.
[ 13 ]
قال أبو الفرج: هذه رواية الضحاك بن عثمان. وما اعلم احدا من اهل السيرة ذكر ان محمد بن جعفر قتيل عبيدالله بن عمر. ولا سمعت لمحمد في كتاب احد منهم ذكر مقتله. وقد حدثني احمد بن عيسى بن ابي موسى العجلي بخير مقتل عبيدالله بن عمر في كتاب صفين. قال: حدثنا الحسين بن نصر بن مزاحم المنقري. قال حدثنا ابي قال: حدثنا عمر بن سعيد البصري. عن ابي مخنف لوط بن يحيى الازدي عن جعفر بن القاسم عن زيد بن علقمة عن زيد بن بدر قال: خرج عبيدالله بن عمر في كتيبته الرقطاء. وهي الخضرية وكانوا اربعة آلاف عليهم ثياب خضر إذ مر الحسن بن علي عليهما السلام فإذا هو برجل متوسد قتيل قد ركز رمحه في عينه وربط فرسه برجله فقال الحسن عليه السلام: انظروا من هذا ؟ فإذا الرجل من همدان. وإذا القتيل عبيدالله قد قتله وبات عليه حتى اصبح. ثم سلبه ثم اختلفوا في قاتله فقالت همدان: قتله هانئ بن الخطاب. وقالت حضرموت: قتله مالك بن عمرو التبعي. وقالت بكر بن وائل قتله رجل من تيم الله بن ثعلبة يقال له مالك بن الصحصح من اهل البصرة. واخذ سيفه ذا الوشاح فبعث معاوية إليه حين بويع له وهو بالبصرة فأخذ منه السيف. وكذلك روى عن جماعة من السيرة في مقتل عبيدالله بن عمر أو شبيه به والله اعلم اي ذلك كان.
[ 14 ]
* (علي بن أبي طالب عليه السلام) * وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب. ويكنى أبا الحسن وأبا الحسين. وروي عنه عليه السلام أنه قال: كان الحسن في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله يدعوني ابا الحسين. وكان الحسين يدعوني ابا الحسن ويدعوان رسول الله صلى الله عليه وآله أباهما، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله دعواني بأبيهما. وكانت فاطمة بنت اسد امه رحمة الله عليها لما ولدته سمته حيدرة، فغير أبو طالب اسمه وسماه عليا. وقيل إن ذلك اسم كانت قريش تسميه به والقول الاول اصح ويدل عليه خبره يوم خيبر وقد برز إليه مرحب اليهودي وهو يقول: قد علمت خيبر اني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب إذا الحروب اقبلت تلهب فبرز إليه علي عليه السلام وهو يقول: أنا الذي سمتني أمي حيدره * كليث غاب في العرين قسوره أكيلكم بالصاع كيل السندره حدثني محمد بن الحسين قال حدثنا عباد بن يعقوب قال حدثنا موسى بن عمير القرشي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده: وذكر سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وآله كناه أبا تراب وكانت من أحب ما يكنى به إليه وكانت بنو أمية دعت سهلا إلى أن يسبه على المنبر. حدثني علي بن إسحاق بن عيسى المخزومي، قال حدثنا محمد بن بكار بن الريان. قال حدثنا أبو معشر عن أبي حازم عن سهل بن سعد، قال: كان بين علي وفاطمة شئ فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله يلتمس عليا فلم يجده فقال
[ 15 ]
لفاطمة: أين هو ؟ قالت: كان بيني وبينه شئ فخرج من عندي وهو غضبان، فالتمسه رسول الله صلى الله عليه وآله فوجده في المسجد راقدا وقد زال رداؤه عنه وأصابه التراب، فأيقظه رسول الله صلى الله عليه وآله وجعل يمسح التراب عن ظهره وقال له: اجلس فإنما أنت أبو تراب. وكنا نمدح عليا إذا قلنا له أبو تراب. فحدثني علي بن إسحاق، قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال حدثنا خالد ابن مخلد، قال حدثنا سلمان بن بلال، قال حدثني أبو حازم بن دينار، قال سمعت سهل بن سعد الساعدي يقول: إن كان لاحب أسماء علي إليه أبو تراب. وإن كان ليفرح أن يدعى بها. وما سماه بذلك إلا رسول الله صلى الله عليه وآله. وكان رسول الله صلى الله عليه وآله أخذ عليا من أبيه وهو صغير في سنة أصابت قريشا وقحط نالهم. وأخذ حمزة جعفرا. وأخذ العباس طالبا ليكفوا أباهم مؤنتهم ويخففوا عنه ثقلهم. وأخذ هو عقيلا لميله كان إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اخترت من اختار الله لي عليكم عليا [1]. حدثني بذلك أحمد بن الجعد الوشاء قال حدثنا عبد الرحمان بن صالح. قال حدثنا علي بن عابس عن هارون بن سعد عن زيد بن علي وكانت سنه يوم أسلم إحدى عشرة سنة على اصح ما ورد من الاخبار في إسلامه. وقد قيل ثلاث عشر سنة. وقيل سبع سنين. والثابت إحدى عشرة. لان رسول الله صلى الله عليه وآله بعث وهذه سنوه فأقام معه بمكة ثلاث عشرة. وبالمدينة عشرا. وعاش بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثين سنة تنقص شهورا. وقال في خطبته التي حدثني بها العباس بن علي النسائي وغيره. قالوا حدثنا محمد بن حسان الازرق قال حدثنا شبانة ابن سوار قال حدثنا قيس بن الربيع عن عمرو بن قيس الملائي عن أبي صادق: انه عليه السلام خطب الناس وقد بلغه خبر غارة الغامدي على الانبار فقال في خطبته: لقد قالت قريش إن ابن ابي طالب رجل شجاع ولكن لا علم له بالحرب. ويحهم وهل [1] وفي نسخة " وكان أبو طالب يحب عقيلا ولذلك قال: دعوا لي عقيلا وخذوا من شئتم "
[ 16 ]
فيهم اشد مراسا لها مني ! والله لقد دخلت فيها وانا ابن عشرين سنة. وانا الآن قد نيفت على الستين. ولكن لا رأى لمن لا يطاع. وكان عليه السلام اسمر مربوعا وهو إلى القصر اقرب عظيم البطن دقيق الاصابع غليظ الذراعين. حمش الساقين. في عينيه لين. عظيم اللحية اصلع ناتئ الجبهة قال أبو الفرج: وصفته هذه وردت بها الروايات متفرقة فجمعتها. واتم ما ورد فيها من الاخبار حديث حدثني به احمد بن الجعد وعبد الله بن محمد البغوي قالا حدثنا سويد بن سعيد. قال حدثنا داود بن عبد الجبار عن ابي إسحاق. قال: ادخلني ابي المسجد يوم الجمعة فرفعني فرايت عليا يخطب على المنبر شيخا اصلع ناتئ الجبهة عريض ما بين المنكبين له الحية قد ملات صدره في عينه اطر غشاش، قال داود يعنى لينا في العين. قال فقلت لابي: من هذا يا ابة ؟ فقال هذا علي بن ابي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله واخو رسول الله ووصي رسول الله وامير المؤمنين صلوات الله ورضوانه وسلامه عليه. قال أبو الفرج: وقد اتينا على صدر من اخباره فيه مقنع. وفضائله عليه السلام اكثر من ان تحصى. والقليل منها لا موقع له في مثل هذا الكتاب. والا كثار يخرجنا عما شرطناه من الاختصار. وإنما ننبه على من خمل عند بعض الناس ذكره أو لم يشع فيهم فضله. فأمير المؤمنين عليه السلام باجماع المخالف والممالي والمضاد والموالي على ما لا يمكن غمطه ولا ينساغ ستره من فضائله المشهورة في العامة لا المكتوبة عند الخاصة تغنى عن تفضيله بقول والاستشهاد عليه برواية. (ثم نعود إلى ذكر خبر مقتله والسبب فيه) حدثني به احمد بن عيسى العجلي العطار قال حدثني الحسين بن نصر بن مزاحم قال حدثنا زيد بن المعدل النمري قال حدثنا يحيى بن سعيد الجزار عن ابي مخنف عن سليمان بن ابي راشد عن عبد الرحمان بن عبيدالله عن جماعة من الرواة قد ثبت ما رووه في مواضعه، وحدثني ايضا بمقتله عليه السلام محمد بن الحسين

نام کتاب : مقاتل الطالبيين نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 1  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست