وقوله: (وهو مليم) اي مستحق اللوم، لوم العتاب لا لوم العقاب على خروجه من بين قومه من غير امر ربه. وعندنا: ان ذلك إنما وقع منه تركا للمندوب وقد يلام الرجل على ترك المندوب. وعن ابي عبد الله عليه السلام ان النبي (ص) يقول: ما ينبغي لأحد ان يقول: أنا خير من يونس بن متى. اقول: لعل المعنى على تقدير صحة الخبر: انه لا ينبغي لأحد ان يقول: انا خير من يونس، من حيث المعراج، بأن يظن اني صرت من حيث العروج الى السماء اقرب الى الله تعالى منه، فان نسبته تعالى الى السماء والارض والبحار نسبة واحدة، وانما ارانى الله تعالى عجائب صنعه في السماوات، وارى يونس عجائب خلقه في البحار، واني عبدت الله في السماء ويونس عبده في بطن الحوت، ولكن التفضيل من جهات اخر لا تحصى. باب في قصة أصحاب الكهف والرقيم قال الله سبحانه: (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا...) الآيات. (قصص الراوندي) باسناده الى ابن عباس قال: لما كان في عهد خلافة عمر أتاه قوم من احبار اليهود فسألوه عن أقفال السماوات ما هي ؟ وعمن انذر قومه وليس من الجن ولا من الانس ؟ وعن خمسة اشياء مشت على وجه الأرض لم يخلقوا في الأرحام ؟ وما يقول الدراج في صياحه ؟ وما يقول الديك والفرس والحمار والضفدع