أحمد بن الخصيب وأخرج كتاباً وقرأه عليهم يخبر فيه عن المنتصر : أنّ الفتح بن خاقان قتل المتوكل فنحن قتلناه به [1] !
قال ابن الوردي : وكان المتوكل شديد البغض لعلي ولأهل بيته ! فكان نديمه عُبّادة المخنّث يشدّ مخدة على بطنه وهو أصلع ويكشف رأسه ويترقّص للمتوكل في مجالس لياليه ويقول : هذا الأنزع البطين خليفة المسلمين ! يعني علياً رضى الله عنه ورأى ذلك ابنه المنتصر ( وهو من تأديب ابن السكّيت ) فقال ليلةً لأبيه :
يا أمير المؤمنين ! إنّ علياً ابن عمك ! فإذا شئت فكل لحمه أنت ولا تخلّ مثل هذا الكلب وأمثاله يطمع فيه ! فقال المتوكل للمغنّين : غنّوا بهذه المقولة :
غار الفتى لابن عمّه # رأس الفتى في « حِرُ » امّه [2]
قال : وكان مجالسوه ممّن اشتهر ( مثله ) ببغض علي عليه السلام كأبي السمط والشاعر ابن الجهم .
ثمّ قال : وكان منَع القول بخلق القرآن وأحسن السيرة ولكن ذمّه لعلي عليه السلام غطّى على حسناته ! ثمّ قال شعراً :
وكم قد مُحي خير بشرّ ، كما انمحت # ببغض علي عليه السلام سيرةُ المتوكل
تعمّق في عدل ! فلمّا جنى على # جناب علي عليه السلام حطه السيل من عَلي [3]
ونقل السيوطي الشافعي عن ابن عساكر الشافعي عن المتوكل ( الشافعي ! ) أ نّه كان يقول : رأيت رسول اللََّه في « المنام » يقول : يا أيها الناس ! إنّ محمد بن إدريس المطلّبي قد صار إلى رحمة اللََّه وخلّف فيكم علماً حسناً فاتّبعوه تهدوا !
[1] مختصر تاريخ الدول : 146 ، وتاريخ ابن الوردي 1 : 220 .