ثمّ كتب إليه عمر بن سعد بن أبي وقّاص الزهري بمثل ذلك. و كان أخو الوليد بن عقبة بن أبي معيط الأموي: عمارة بن عقبة مقيما بالكوفة عينا للشام، فكتب إليه بنحو كتابهما إليه [1] .
كتب الإمام عليه السّلام إلى أهل البصرة:
كان أبو موسى عبد اللّه بن قيس الأشعري آخر عامل لعثمان على الكوفة منحرفا عن علي عليه السّلام، و كاد أن يحرفهم و يميل بهم عنه عليه السّلام لو لا أن غلب على أمره الحسن بن علي و معه عمّار بن ياسر و مالك الأشتر فمالوا بهم إلى علي عليه السّلام. بينما استمال طلحة و الزبير و عائشة بأكثر أهل البصرة إليهم على علي عليه السّلام حتّى قاتلوه ناكثين بيعته اللهمّ إلاّ قليلا منهم، فغلبت عليهم العثمانيّة؛ و لذلك لم يكن منهم مثل ما كان من أهل الكوفة إلى الحسين عليه السّلام، فبدأهم الإمام بذلك.
و لعلّه لاستمالة بعضهم كان الحسين عليه السّلام قد تزوّج أمّ إسحاق بنت طلحة التيمي، و هي أمّ فاطمة ابنة الحسين عليه السّلام [2] و قد أخدمها من جواريه كبشة، و زوّج مولاته كبشة لمولاه أبي رزين فولدت له ابنا سمّاه سليمان [3] و كان سليمان هذا مع مولاه الإمام عليه السّلام بمكّة، فكتب معه بنسخة واحدة إلى أشراف البصرة من رؤوس أخماسها و غيرهم و هم: الأحنف بن قيس السعدي التميمي، و عمرو بن عبيد اللّه ابن معمر، و قيس بن الهيثم السلمي، و مالك بن مسمع الجحدري من بكر بن وائل، و مسعود بن عمرو الأزدي، و المنذر بن الجارود العبدي من عبد قيس، و كان عبيد اللّه بن زياد صاهره على ابنته بحريّة [4] !
[1] تاريخ الطبري 5: 355 عن أبي مخنف، و الإرشاد 2: 41-42.