خالد إلى المدينة عثمان بن حيّان المرّي لإخراج من بها من أهل العراقين!و كان جماعاتهم يجتمعون في الجوامع فأخرجهم جميعا إلى الحجّاج و لم يترك تاجرا و لا غير تاجر، و كان لا يبلغه أنّ أحدا منهم في دار أحد بالمدينة إلاّ أخرجه [1] .
و كأنّ هذا الأمر عمّ العراقيين و خصّ منهم التابعيّ الجليل سعيد بن جبير مولى بني والبة من أسد الكوفة [2] ، و قد نصّ الصادق عليه السّلام على أنه كان مستقيما و كان يأتمّ بعليّ بن الحسين عليه السّلام. و كان علي يثني عليه [3] و كان سعيد آخر من قتله الحجّاج ثمّ هلك، فإلى خبره.
مقتل سعيد بن جبير مولى بني أسد:
بلغ (الوليد بن) عبد الملك [4] أنّ سعيد بن جبير قد لجأ إلى مكّة، فولّى عليها خالد بن عبد اللّه القسري بكتاب قرأه عليهم فيه: إلى أهل مكّة!أمّا بعد، فإنّي قد ولّيت عليكم خالد بن عبد اللّه القسري فاسمعوا له و أطيعوا، و لا يجعلنّ امرؤ على نفسه سبيلا، فإنّما هو القتل لا غير، و قد برئت الذمّة من رجل آوى سعيد بن جبير، و السلام!
ثمّ التفت خالد إليهم و قال: و الذي نحلف به و نحجّ إليه!لا أجده في دار أحد إلاّ قتلته و هدمت داره و دار كلّ من جاوره و استبحت حرمته!و قد أجّلتكم فيه ثلاثة أيّام!ثمّ نزل.
[1] تاريخ اليعقوبي 2: 390 و كأنه انفرد بهذا الحدث العظيم!
[2] المعارف: 445، و التنبيه و الإشراف: 274 و قال: كان أسود، و مناقب الحلبي 4: 190.