و كتب الحجّاج إليه يأمره أن يصير إلى سجستان فيحارب رتبيل ملك ثغر الهند، و ذلك في سنة (92 هـ) فسار حتّى صار إلى زالق و زحف إلى رتبيل، ثمّ بدا له فولّى لذلك عبد ربّه الليثي و انصرف عنه. و كان قد بلغه أنّ سعيد بن ونوفار في خوارزم قد خرج على عامل قتيبة و قتله، فسار قتيبة إلى خوارزم حتّى قدمها و حاصر سعيد بن ونوفار حتّى قتله و سبى مئة ألف!و انصرف بغنائم لم يسمع بمثلها، و أصلح البلاد. و استخلف عليها عبد اللّه الكرماني. و أراد جنده أن يرجعوا بما في أيديهم إلى أوطانهم فلم يأذن لهم قتيبة أن يبرحوا و كان قد بلغه أن غوزك قد قتل طرخون ملك السغد في سمرقند و تملك على البلد، فسار بأنصاره إليهم و قاتل غوزك في حروب شديدة، ثمّ دعاه إلى الصلح فأذعنوا له، و اتّخذ غوزك ملك سمرقند لهم طعاما و كتبوا كتاب الصلح كذا: هذا ما صالح عليه قتيبة بن مسلم غوزك أخشيد السغد و أفشين سمرقند، على السغد و سمرقند و كشّ و نسف، صالحه على ثلاثة آلاف درهم يؤدّيها غوزك إليّ رأس كلّ سنة. و جعل له عهد اللّه و ذمّته و ذمّة الأمير الحجّاج بن يوسف و أشهد شهودا، و كان ذلك في سنة (94 هـ) و ولّى عليها أخاه عبد الرحمن بن مسلم و خرج منها. فأتاهم ملك الترك خاقان و غدر به أهل سمرقند فكتب بذلك إلى أخيه قتيبة، فتوقّف قتيبة حتّى ينحسر الشتاء ثمّ سار إليه فهزم الأتراك، و استقامت له خراسان [1] .
و فتوح في السند و الهند:
قال اليعقوبي: وجّه الحجّاج محمّد بن القاسم الثقفي سنة (92 هـ) إلى السند، و أمره أن يقيم بشيراز من أرض فارس حتّى يمكن الزمان. فقدم محمّد شيراز و أقام بها ستة أشهر، ثمّ سار في ستة آلاف فارس إلى مكران فأقام بها نحو شهر،