اختار المختار من أنصاره السائب بن مالك الأشعري ليخلفه على الكوفة و خرج منها بالناس إلى ساباط المدائن، فلمّا جاوزه قال لهم: أبشروا فإنّ شرطة اللّه قد حسّوهم بالسيوف يوما إلى الليل بنصيبين أو قريبا منها!
ثمّ دخل المدائن فصعد المنبر و خطبهم يأمرهم بالجدّ و حسن الاجتهاد و الرأي و الثبات على الطاعة و «الطلب بدماء أهل البيت عليهم السّلام» إذ جاءه البشير تلو البشير بقتل ابن زياد و هزيمة عسكره و قتل أشراف الشام، فانصرف المختار إلى الكوفة.
و عاد إبراهيم إلى الموصل فبعث أخاه لأمّه عبد الرحمن بن عبد اللّه على نصيبين، و غلب على دارا و سنجار و ما والاها من أرض الجزيرة [1] و أرمينية و أذربايجان.
رأس ابن زياد عند السجاد عليه السّلام:
قال اليعقوبي: و وجّه المختار برأس ابن زياد مع رجل من قومه إلى عليّ بن الحسين عليه السّلام و قال له: قف ببابه فإذا رأيت أبوابه قد فتحت و دخل الناس فذاك هو الوقت الذي يوضع فيه طعامه فادخل إليه.
قو زاد ابن الوردي: و أحرق ابن الأشتر جثة ابن زياد و بعث برأسه و عدة من رؤوس أصحابه إلى المختار، و انتقم اللّه بالمختار للحسين عليه السّلام و إن لم تكن من نيّة المختار!ثمّ قال:
قلت: في الحديث عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «أن اللّه قتل بيحيى بن زكريا سبعين ألفا، و وعدني أن يقتل بابني هذا (يعني الحسين) سبعين ألفا» و كان كما قال، و اللّه أعلم-ابن الوردي 1: 167.