و قد علمنا أن ابن الحنفيّة لم يفعل!و أطعم «موالينا» فيئنا!و أخذ «عبيدنا» فحرب بهم أراملنا و يتامانا!و أظهر هو و «سبئيّته» البراءة من «أسلافنا» الصالحين! و أخبره باجتماع رأيهم على قتاله و سأله أن يجيبهم إلى ذلك. فرحّب بهم كعب و أجابهم إليه.
و توافقوا على دعوة عبد الرحمن بن مخنف الأزدي فذهبوا إليه و دعوه فقال لهم: إنّكم إن أطعتموني لم تخرجوا. قالوا: لم؟قال: لأنّه مع الرجل شجعانكم و فرسانكم من أنفسكم، و عدّهم، ثمّ معه «عبيدكم» و «مواليكم» فهو مقاتلكم بشجاعة العرب و عداوة «العجم» و «عبيدكم» و «مواليكم» أشدّ حنقا عليكم من عدوكم. و إن انتظرتموهم قليلا كفيتموهم بمجيء أهل البصرة (الزبيريين) أو بقدوم أهل الشام (المروانيين) فتكونوا قد كفيتموهم بغيركم و لم تجعلوا بأسكم بينكم!و إن أبيتم إلاّ أن تخرجوا لم أخذلكم!
فقالوا: ننشدك اللّه أن تخالفنا و أن تفسد علينا رأينا و ما قد اجتمعت عليه جماعتنا!قال: فأنا رجل منكم، فإذا شئتم فاخرجوا.
ثمّ انتظروا حتّى يخرج عنهم إبراهيم بن الأشتر. فأمهلوا حتّى خرج و بلغ ساباط المدائن فوثبوا [1] .
تواثب العرب على المختار و محاورته لهم:
قال أبو مخنف: فخرج عبد الرحمن بن سعيد الهمداني السّبيعي في جبّانتهم، و سار إليه إسحاق بن محمّد بن الأشعث الكندي و زحر بن قيس الكندي إلى عبد الرحمن في جبانة السّبيع. و خرج كعب الخثعمي في جبّانتهم، و سار إليه