شدّاد و عبد اللّه بن شدّاد و أحمر بن شميط الأحمسي و يزيد بن أنس الأسدي و السائب بن مالك الأشعري أخذوا يبايعون الناس للمختار و هو لا يزال في السجن، فلم يزل يكثر أصحابه و يقوى و يشتدّ أمره [1] .
و أطلق المختار بكفالة و تحليف:
و لمرّة ثانية توصّل المختار إلى الخروج من حصار الأشرار بالتوسّل بصهره عبد اللّه بن عمر زوج اخته صفيّة الثقفيّة، فكتب إليه: أمّا بعد، فإنّي قد حبست مظلوما، و ظنّ بي الولاة ظنونا كاذبة!فاكتب فيّ يرحمك اللّه-إلى هذين الظالمين كتابا لطيفا، عسى اللّه أن يخلّصني من أيديهما بلطفك و بركتك و يمنك!و السلام عليك. و بعث به مع غلامه زربي.
فكتب عبد اللّه بن عمر إلى الأميرين الزبيريّين: أمّا بعد، فقد علمتما الذي بيني و بين المختار بن أبي عبيد من الصهر، و الذي بيني و بينكما من الودّ؛ فأقسمت عليكما بحقّ ما بيني و بينكما لمّا خلّيتما سبيله، حين تنظران في كتابي هذا، و السلام عليكما و رحمة اللّه.
و عاد زرپيّ غلام المختار إليه بكتاب صهره ابن عمر، فبعث به إلى الأميرين الزبيريّين، فلمّا أتاهما كتاب ابن عمر دعوا للمختار بكفلاء يضمنونه، فأتاهما ناس كثير من أصحاب المختار، فضمنه عشرة من أشرافهم معروفين و ترك سائرهم، فلمّا ضمنوه دعوا به، فلمّا احضر حلّفاه باللّه الذي لا إله إلاّ هو عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم، أن لا يبغيهما غائلة ما كان لهما سلطان! و لا يخرج عليهما!فإن هو فعل ذلك فعليه ألف بدنة ينحرها لدى رتاج الكعبة،