و خرجوا مسرعين و هم مئتان، فأشرفوا عليهم و هم غارّون فحملوا على جانب منهم، فما قاتلوا إلاّ قليلا و اصيب منهم رجال و جرح كثير منهم، ثمّ خرجوا من عسكرهم و خلّوه و انهزموا، فأخذوا بعض دوابّهم و ما خفّ عليهم، و صاح بهم الفزاري: الرجعة فانصرفوا، فانصرفوا.
و بلغ خبرهم إلى ابن زياد خلفهم فسرّح إليهم الحصين بن نمير السكوني في اثني عشر ألفا حتّى نزل بهم [1] .
معركة التوّابين في عين الوردة:
عاد الفزاريّ بالأربعمئة إلى الثلاثة آلاف و الأربعمئة مع سليمان الخزاعي، فأعاد سليمان نظامهم، فجعل الفزاري في يساره، و عبد اللّه بن سعد على ميمنته، و وقف هو في القلب، لثمان بقين من جمادى الأولى [2] .
و جاءهم الحصين السكوني الكنديّ الحمصيّ الشامي و على ميمنته جبلة بن عبد اللّه، و ربيعة بن المخارق الغنوي على ميسرته، ثمّ زحف إليهم، فلمّا دنوا منهم دعوهم إلى اجتماع الكلمة على طاعة (مروان بن الحكم) [3] فأبى ذلك التوّابون.
و دعاهم التوّابون إلى أن يخلعوا (مروان بن الحكم) و عبيد اللّه بن زياد و يدفعونه إليهم ليقتلوه ببعض من قتل من إخوانهم (لا بالحسين عليه السّلام فهو دونه!)
[1] تاريخ الطبري 5: 597-598 عن أبي مخنف، عن حميد بن مسلم.
[2] الطبري 5: 598، الموافق للرابع من كانون الثاني (685 م) .
[3] في خبر الطبري عن الكلبي عن أبي مخنف عن حميد بن مسلم الأزدي: عبد الملك بن مروان، و لا يصح لموت مروان في رمضان القادم.