و خرج أصحاب سليمان الخزاعي بعد هذا يتجهّزون و يجاهرون بذلك.
و مشى شبث بن ربعي اليربوعي و يزيد بن الحارث الشيباني فيما بين الأنصاري و إبراهيم التيمي فأصلحوا بينهما [1] .
خروج التوّابين إلى النّخيلة:
كان الشيخ سليمان الخزاعي قد أعدّ لمن تابعه و بايعه ديوانا فكانوا ستة عشر ألفا [2] و كان واعدهم هلال ربيع الثاني في معسكر الكوفة بالنخيلة. و حين أراد هو الشخوص إليهم بعث إلى وجوه أصحابه فخرج معهم حتّى أتى المعسكر فدار معهم في الناس فوجد قلة في عدّتهم (ألفان) !
فبعث حكيم بن منقذ الكندي و الوليد بن غصين الكناني كلاّ في خيل إلى الكوفة يناديان بها: يالثارات الحسين!حتّى يبلغا المسجد الأعظم.
و سمعهما من بني كثير من الأزد عبد اللّه بن خازم لم يكن قد استجاب لهم من قبل، فوثب و دعا بسلاحه و أمر بإسراج فرسه و لبس ثيابه، و كانت امرأته سهلة بنت سبرة من أجمل النساء فقالت له: و يحك أجننت!قال: لا و اللّه و لكنّي سمعت داعي اللّه فأنا مجيبه!أنا مطالب بدم هذا الرجل (الحسين) حتّى أموت أو يقضي اللّه من أمري ما هو أحبّ إليه!و كان له ابن منها يدعى عزرة، فقالت له: و إلى من تدع بنيّك هذا؟قال: إلى اللّه وحده لا شريك له، اللهم إنّي أستودعك أهلي و ولدي، اللهمّ احفظني فيهم. و خرج ليلحق بهم، و قعدت امرأته تبكيه.
و طاف أولئك في الكوفة حتّى وصلوا المسجد بعد العتمة و فيه ناس يصلّون، فنادوا: يا لثارات الحسين!و كان فيهم أبو عزة القابضي فنادى معهم: