و بعد قدوم المختار إلى الكوفة بثمانية أيّام في يوم الجمعة لثمان بقين من شهر رمضان سنة أربع و ستّين قدم عبد اللّه بن يزيد الأنصاري الخطمي من قبل ابن الزبير أميرا على الكوفة لحربها و ثغرها، و معه إبراهيم بن محمّد بن طلحة بن عبيد اللّه التيمي الأعرج أميرا على جزية الكوفة و خراجها [1] .
ابن زياد إلى العراق، و الكوفة:
و في شهر ربيع الأول توجّه مروان إلى مصر، و وجّه ابن زياد في ستّين ألفا إلى العراق [2] و كان سليمان الخزاعي قد وعد أصحابه لأوّل شهر ربيع الثاني.
و كان يزيد بن الحارث بن رويم الشيباني من قوّاد ابن زياد، و لكنّه أوّل من أعلن رفض فرض إمرة ابن زياد بعد موت يزيد، و لمّا سمع الناس يتحدّثون بخروج «الشيعة» مع الخزاعي لثار الحسين عليه السّلام خاف على نفسه، فأتى إلى عبد اللّه بن يزيد الأنصاري عامل ابن الزبير في الكوفة و قال له: إنّ الناس يتحدّثون أنّ «الشيعة» ستخرج عليك مع سليمان بن صرد... و قد اجتمع له أمره فهو خارج في هذه الأيام... و إنّي أخاف إن أقررته حتّى يخرج عليك أن تشتدّ شوكته و يتفاقم أمره.
قال عبد اللّه: حدّثني ماذا يريد هؤلاء الناس؟قال: يذكر الناس أنّهم يطلبون بدم الحسين بن عليّ عليه السّلام.