responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة التاريخ الاسلامي نویسنده : اليوسفي، الشيخ محمد هادي    جلد : 6  صفحه : 292

بيان سليمان الخزاعي:

فلمّا ولّوا عليهم سليمان بن صرد تكلّم فقال: «أثني على اللّه خيرا و أحمد آلاءه و بلاءه، و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أن محمدا رسوله. أمّا بعد؛ فإنّي و اللّه لخائف أن لا يكون آخرنا (آخر أمرنا) في هذا العصر-الذي نكدت فيه المعيشة، و عظمت فيه الرزية، و شمل فيه الجور أولي الفضل من هذه الشيعة-إلى ما هو خير!فإنّا كنّا نمدّ أعناقنا إلى قدوم «آل نبيّنا» و نمنّيهم النصر، و نحثّهم على القدوم، فلمّا قدموا و نينا و عجزنا!و ادّهنّا و تربّصنا و انتظرنا ما يكون!حتّى قتل فينا ولد نبيّنا و سلالته و عصارته!و بضعة من لحمه و دمه!إذ جعل يستصرخ فلا يصرخ و يسأل النصف فلا يعطاه!اتّخذه الفاسقون غرضا للنّبل، و دريئة للرماح حتّى أقصدوه، و عدوا عليه فسلبوه‌ [1] .

ألا فانهضوا!فقد سخط ربّكم!و لا ترجعوا إلى الحلائل و الأبناء حتّى يرضى اللّه!و ما أظنه راضيا دون أن تناجزوا من قتله أو تبيدوا!ألا لا تهابوا الموت!فو اللّه ما هابه امرؤ قط إلاّ ذلّ!كونوا كالألى من بني إسرائيل إذ قال لهم نبيّهم: إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخََاذِكُمُ اَلْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلى‌ََ بََارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذََلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بََارِئِكُمْ [2] فما فعل القوم؟جثوا على الركب و مدّوا الأعناق، و رضوا بالقضاء حين علموا أنّه لا ينجيهم من عظيم الذنب إلاّ الصبر على القتل! فكيف بكم لو قد دعيتم إلى مثل ما دعوا إليه؟!اشحذوا السيوف و ركّبوا الأسنة وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اِسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَ مِنْ رِبََاطِ اَلْخَيْلِ [3] حتّى تدعوا حين تدعون و تستنفرون» .


[1] و لم يتكلّم بسلب بناته و نسائه و سبيهن!

[2] البقرة: 54.

[3] الأنفال: 60.

نام کتاب : موسوعة التاريخ الاسلامي نویسنده : اليوسفي، الشيخ محمد هادي    جلد : 6  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست