قال خليفة: في ليلة البدر من شهر ربيع الأول من سنة (64) مات يزيد بن معاوية بحوّارين من بلاد حمص، و هو ابن ثمان و ثلاثين سنة، و صلّى عليه و استخلفه ابنه معاوية بن يزيد مريضا و هو ابن عشرين سنة، إلى أربعين يوما أو شهرا و نصفا [1] إلى آخر شهر ربيع الآخر. و روى البلاذري: أنّه خرج يتصيّد بحوّارين و هو سكران، و حمل قرده على أتان و ركب يطاردها فسقط فاندقت عنقه فمات [2] .
و قال المسعودي: هلك يزيد بحوارين من أرض دمشق مما يلي قارا و القطيفة في طريق حمص.. و كان أدم شديد الأدمة عظيم الهامة، بوجهه أثر جدريّ بيّن، يبادر بلذّته و يجاهر بمعصيته؛ و يستحسن خطأه، و يهوّن الأمور على نفسه في دينه إذا صحّت له دنياه. و كتب له كاتب أبيه سرجون بن منصور الرومي و آخرون... و بويع لابنه معاوية بن يزيد لأربعين يوما. و كان رجلا ربعة نحيفا به صفار، و كتب له كاتب أبيه سرجون الرومي [3] .
و كأنّ ابن زياد لم يرض بمعاوية بن يزيد فلم يدع إليه، و كان بالبصرة فخطب الناس و نعى إليهم يزيد و قال: اختاروا لأنفسكم. فبادر الأحنف بن قيس التميمي و قال له: نحن بك راضون حتّى يجتمع الناس!و شكرهم ابن زياد فقال:
اغدو على اعطياتكم. فوضع ديوان العطاء و أعطى [4] .