و قطائف فكانوا يطوفون تحت تلك الألواح، فكان إذا وقع عليها الحجر نباعن البيت، و كان الطائفون إذا سمعوا صوت الحجر على الفرش و القطائف يكبّرون.
و كان ابن الزبير قد ضرب فسطاطا في ناحية المسجد فكلّما جرح أحدهم حمل إلى ذلك الفسطاط.
و كان مع ابن الزبير من وجوه قريش: أخوه المنذر بن الزبير و أخوان آخران، و مصعب بن عبد الرحمان بن عوف، و المسور بن مخرمة بن نوفل، و عبد اللّه بن المطيع العدوي، و المختار بن أبي عبيد الثقفي في آخرين منهم [1] و كان ابن نمير قد غلب على مكّة إلاّ المسجد، و هبّت رياح، فقال المختار: و اللّه إنّي لأجد النصر في هذه الريح فاحملوا عليهم، فحملوا عليهم و قتل المختار رجلا و قتل ابن المطيع آخر حتّى أخرجوهم من مكّة.
و في الثالث من ربيع الأول وقعت النيران على الكعبة فاحترقت الفرش و القطائف و الخشب و أستار الكعبة و تساقطت إلى الأرض و انصدع الحجر الأسود فالتحمت الحرب مرّة ثانية عند باب بني شيبة فقتل المنذر بن الزبير و اثنان من إخوته، و مصعب بن عبد الرحمان بن عوف و المسور بن مخرمة [2] .
و في اليعقوبي: و أراد ابن الزبير أن يغضب المسلمون للكعبة لذلك لمّا قال له أصحابه: نطفئ النار؟منعهم!و كان ابن الزبير قد نصب عبد اللّه بن عمير الليثي للقضاء بمكّة، فكان إذا تواقف الفريقان قام على الكعبة و نادى بأعلى صوته:
يا أهل الشام!هذا حرم اللّه الذي كان مأمنا في الجاهلية يأمن فيه الطير و الصيد،
[1] الإمامة و السياسة 2: 13-14، و في المسعودي: كان المختار بن أبي عبيد الثقافي داخلا في جملة ابن الزبير منضافا إلى بيعته على شرائط شرطها عليه: أن لا يخالف له رأيا و لا يعصي له أمرا، كما في مروج الذهب 3: 71.