فأمره بقتال أهل المدينة، فإن ظفر بها أباحها للجند ثلاثة أيّام يسفكون فيها الدماء و يأخذون أموالهم، و أن يبايعهم على أنّهم خول و عبيد ليزيد [1] ، فإذا مضت الثلاث فاكفف عن الناس. و انظر عليّ بن الحسين فاكفف عنه و استوص به خيرا و أدن مجلسه، فإنّه لم يدخل في شيء ممّا دخلوا فيه [2] .
و قال اليعقوبي: كان جيشه خمسة آلاف رجل: من فلسطين ألف رجل عليهم روح بن زنباغ الجذامي، و من الأردن ألف رجل عليهم حبيش بن دلجة القيني، و من دمشق ألف رجل عليهم عبد اللّه بن مسعدة الفزاري، و من أهل حمص ألف رجل عليهم الحصين بن نمير السكوني، و من قنّسرين ألف رجل عليهم زفر بن الحارث الكلابي [3] .
لقاؤهم بالأمويين:
و لمّا أيقن أهل المدينة بقدوم الجيوش إليهم، قال بعضهم: لقد خندق رسول اللّه، فتشاوروا في ذلك و خندقوا المدينة من كلّ نواحيها [4] أو في جانب منها [5] و هو خندق النبيّ و واصلوا سائرها بالحيطان [6] .