و زاد السبط عن الواقدي قال: فلما قرأ كتابه يزيد أخذته العزّة بالإثم و همّ بقتل ابن عباس، و لكنّه شغله عنه أمر ابن الزبير [1] .
يزيد، و ابن الحنفية:
و طمع يزيد بعد اليأس من ابن عباس في محمّد بن الحنفية، و كان بالمدينة، فكتب إليه:
أمّا بعد، فإنّي أسأل اللّه لي و لك عملا صالحا يرضى به عنّا!فإنّي ما أعرف اليوم في بني هاشم رجلا هو أرجح منك علما و حلما!و لا أحضر منك فهما و حكما، و لا أبعد منك عن كلّ سفه و دنس و طيش!و ليس من يتخلّق بالخير تخلّقا و ينتحل بالخير تنحّلا كمن جبله اللّه على الخير جبلا، و قد عرفنا ذلك كلّه منك قديما و حديثا شاهدا و غائبا.
غير أنّي قد أحببت زيارتك و الأخذ بالحظّ من رويتك!فإذا نظرت في كتابي هذا فأقبل إليّ آمنا مطمئنا. أرشدك اللّه أمرك. و غفر لك ذنبك!و السلام عليك و رحمة اللّه و بركاته [2] .
و كان لابن الحنفيّة عشرة بنين [3] لم يحضر أحد منهم مع عمّهم الحسين عليه السّلام! سمّي أحدهم باسم جدّه لأمّه جعفر، و الآخر عبد اللّه. فلمّا جاءه الكتاب و قرأه استشارهما في ذلك.
فقال له ابنه جعفر: يا أبة إنّه قد طمأنك و ألطفك في كتابه إليك!
[1] تذكرة الخواص 2: 237-240. و سيأتي ما يدلّ على بيعة ابن عباس لابن الزبير!