حتّى تعاون عليه زيد بن رقاد الجنبي و عروة بن بطّار التغلبي فقتلاه [1] رحمة اللّه عليه، فكان آخر قتيل من أنصار الإمام عليه السّلام.
و المرقّع بن ثمامة الأسدي جثا على ركبتيه و نثر نبله و أخذ يرميهم، فجاءه نفر من قومه بني أسد و قالوا له: اخرج إلينا فأنت آمن!فخرج إليهم، فأخذوه إلى ابن سعد [2] .
و كان ابن سعد آنذاك قد انصرف إلى فسطاطه، و كانت في سنان بن أنس لوثة عقل فقال له بعض الناس: إنك قتلت الحسين بن علي بن فاطمة ابنة رسول اللّه!قتلت أعظم العرب خطرا جاء إلى هؤلاء يريد أن يزيلهم عن ملكهم!فأت أمراءك فاطلب منهم ثوابك، و لو أعطوك في قتل الحسين بيوت أموالهم كان قليلا! فأقبل على فرسه إلى فسطاط ابن سعد حتّى وقف عليه و رفع صوته يقول:
أوقر ركابي فضّة و ذهبا # أنا قتلت الملك المحجّبا
قتلت خير الناس امّا و أبا # و خيرهم إذ ينسبون نسبا
و سمعه ابن سعد فقال لمن حوله: أدخلوه عليّ فلمّا أدخلوه خذفه بقضيبه ثمّ قال له: يا مجنون!أشهد أنّك لمجنون ما صححت قط!أتتكلّم بهذا الكلام!أما و اللّه لو سمعك ابن زياد لضرب عنقك [3] !
نهب خيام الإمام عليه السّلام:
كان رجل الميدان في كلّ ذلك شمر الضبابي الكلابي، و كان سنان النخعي الهمداني من أصحابه، فلمّا فرغ من قتل الإمام عليه السّلام و أرسل برأسه إلى أميره