و أهديتموه إليّ قتيلا، فأهلا و سهلا بمن كنت له غير قالية!و أنا له اليوم غير ناسية! ارجع به أيها الرسول إلى معاوية فقل له و لا تطوه دونه: أيتم اللّه ولدك!و أوحش منك أهلك!و لا غفر لك ذنبك!
فرجع الرسول إلى معاوية فأخبره بما قالت. فأرسل إليها فأتته و عنده نفر من أصحابه، فقال لها معاوية: يا عدوة اللّه!أأنت صاحبة الكلام الذي بلغني؟! قالت: نعم، غير نازعة عنه و لا معتذرة منه و لا منكرة له، فلعمري لقد اجتهدت في الدعاء عليك إن نفع الاجتهاد، و إنّ الحقّ لمن وراء العباد!و ما بلغت شيئا من جزائك و إن اللّه بالنقمة من ورائك!
فقال إياس بن حسل: يا أمير المؤمنين!اقتل هذه فو اللّه ما كان زوجها أحقّ بالقتل منها!
فالتفتت إليه بكلام شديد قاس، فضحك معاوية و قال لها: اخرجي من الشام!فخرجت إلى حمص فماتت بالطاعون، و هي آمنة بنت الشريد [1] .
متابعة معاوية لبيعة يزيد:
قال الدينوري: لم يلبث معاوية بعد وفاة الحسن رحمه اللّه إلاّ يسيرا حتّى بايع ليزيد بالشام، و كتب ببيعته إلى الآفاق [2] .
[1] بلاغات النساء: 59-61، و ذكره في الاختصاص المنسوب إلى المفيد: 17 و فيه نصّ كتاب أمان له من معاوية!و هو بعيد جدّا-و فيه و في الكشّي: 46-57، الحديث 96، و إرشاد القلوب للديلمي 2: 280 خبر عن أبي حمزة الثمالي، عن جابر الأنصاري فيه تفاصيل، فراجعه.