صرت مسلّيا عمّن سواك، و عمّمت حتى صار الناس فيك سواء. و لو لا أنّك أمرت بالصبر و نهيت عن الجزع لأنفدنا عليك ماء الشؤون بأبي أنت و أمّي، اذكرنا عند ربّك و اجعلنا من همّك. ثم أكبّ عليه فقبّل وجهه، و مدّ الإزار عليه [1] .
فروى الكليني عن الصادق عليه السلام قال: أتى العباس أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: يا علي، إنّ الناس قد اجتمعوا على أن يؤمّهم رجل منهم (فيصلّوا على النبيّ) و يدفنوه في بقيع المصلّى. فخرج أمير المؤمنين الى الناس فقال لهم: يا أيها الناس، إن رسول اللّه إمامنا حيّا و ميّتا و (قد) قال: إنّي أدفن في البقعة التي اقبض فيها [2] .
و روى عن الباقر عن علي عليه السلام قال: سمعت رسول اللّه يقول في صحته و سلامته: إنّما نزلت هذه الآية عليّ في الصلاة عليّ بعد قبض اللّه لي: إِنَّ اَللََّهَ وَ مَلاََئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى اَلنَّبِيِّ يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً[3] .
ثم أمر الناس أن يدخلوا عليه عشرة عشرة فيصلّون عليه ثم يخرجون، ثم أدخل عليه عشرة فداروا حوله و وقف أمير المؤمنين في وسطهم فقرأ: إِنَّ اَللََّهَ وَ مَلاََئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى اَلنَّبِيِّ يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً فيقرءون كما يقرأ، حتى صلّى عليه أهل المدينة و أهل العوالي [4] .
[1] أمالي المفيد: 102 م 12 ح 6، و رواه الرضي في نهج البلاغة خ 235، و روى ابن اسحاق الجملة الأولى 4: 313، و ابن حنبل في مسنده ح 228، و أنساب الأشراف 1: 571، و أمالي محمد بن حبيب (م 245 هـ) و أمالي إبراهيم النحوي (م 311 هـ) كما في المعجم المفهرس لنهج البلاغة: 1393.
[2] أصول الكافي 1: 451 ح 37. و نقله ابن اسحاق عن قول أبي بكر!4: 314.