قال الواقدي: و من منزل الصهباء سلك على برمة [1] إلى وادي القرى يريد من بها من اليهود [2] .
و روى ابن اسحاق بسنده عن أبي هريرة قال: نزلنا بوادي القرى أصيلا مع مغرب الشمس. و كان رفاعة بن زيد الجذامي قد أهدى غلاما له إلى رسول اللّه، فو اللّه انّه ليضع رحل رسول اللّه، إذ أتاه سهم غرب [3] فأصابه فقتله. فقلنا: هنيئا له الجنة!فقال رسول اللّه: كلا و الذي نفس محمد بيده!إن شملته [4] الآن لتحترق عليه في النار، كان غلّها من فيء المسلمين يوم خيبر!فسمعها رجل من أصحاب رسول اللّه، فأتاه فقال: يا رسول اللّه أصبت شراكين لنعلين لي؟فقال: يقدّ لك مثلهما من النار [5] .
و روى الواقدي الخبر عن أبي هريرة أيضا قال: انتهينا إلى اليهود بوادي القرى و قد ضوى إليها اناس من العرب.. و لم نكن على تعبئة، و هم يضجّون في
ق-بنيه الخلفاء، يظهر ذلك بالقياس و المقارنة، فراجع و قارن و كلاهما لم يذكرا للخبر سندا خاصا، و إنمّا أسنده الكازروني في المنتقى في مولد المصطفى عن أنس بن مالك، و عنه المجلسي في بحار الأنوار 21: 34، 35. و هو أقرب إلى ما في مغازي الواقدي، و ليس هو به.
[1] برمة: بين خيبر و وادي القرى قرب بلاكث، من نواحي المدينة به عيون و نخل. كما في وفاء الوفاء 2: 260.