و يرميهما من أعلاهما. و أمر أصحابه يوم العيد أن يفيضوا بالنهار معه، و أفاض نساءه مساء يوم النحر ليلا، و كن يرمين بالليل أيضا و كذلك رخّص للرعاة أن يرموا بالليل و يخرجوا فيبيتوا بغير منى [1] . غ
خطبته بمنى:
روى الواقدي بطريقين عن عمرو بن اليثربي و عن عبد اللّه بن العباس:
أنّه صلّى اللّه عليه و آله خطب بمنى بعد الزوال من اليوم الحادي عشر، بعد العيد، على ناقته القصواء [2] .
و قال القمي في تفسيره: كان من قوله صلّى اللّه عليه و آله بمنى: أن حمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:
«أيها الناس: اسمعوا قولي و اعقلوه عنّي، فاني لا أدري لعلّي لا ألقاكم بعد عامي هذا-ثم قال-: هل تعلمون أي يوم أعظم حرمة؟!فقال الناس: هذا اليوم.
قال: فأي شهر؟!قال الناس: هذا. قال: و أي بلد أعظم حرمة؟!قالوا: بلدنا هذا.
فقال: فإنّ دماءكم و أموالكم و أعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا الى يوم تلقون ربّكم فيسألكم عن أعمالكم. ألا هل بلّغت أيها الناس؟!قالوا: نعم. قال اللهم اشهد.
ثم قال: ألا و كل مأثرة أو بدعة كانت في الجاهلية، أو دم أو مال فهو تحت قدمي هاتين، ليس أحد أكرم من أحد إلاّ بالتقوى. ألا هل بلغت؟قالوا: نعم.