بأذان و إقامة، ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام (أي جبل قزح [1] ) فاستقبل القبلة فكبّر و هلل و وحّد و دعا، و لم يزل واقفا حتى أسفر جدّا فأفاض و الشمس لم تطلع [2] .
و أردف خلفه الفضل بن العباس، و كان أبيض و سيما حسن الشعر فاستقبل رسول اللّه أعرابي معه اخته من أجمل النساء، و واقف الأعرابيّ النبيّ يسأله، و جعل الفضل ينظر إلى أخت الأعرابي، فمدّ رسول اللّه يده على وجه الفضل يستره من النظر، فنظر الفضل من الجانب الآخر حتى فرغ الأعرابي من حاجته. فالتفت رسول اللّه إلى الفضل و أخذ بمنكبه ثم قال له: أ ما علمت أنها الأيام المعدودات و المعلومات، لا يكفّ رجل فيهنّ بصره و لا يكفّ لسانه و يده إلاّ كتب اللّه مثل حج قابل [3] . غ
و انتهى الى منى:
و انتهى النبي الى بطن وادي محسّر فحرّك قليلا، ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى، فرماها من بطن الوادي بسبع حصيات، يكبّر مع كلّ حصاة منها [4] على ناقة صهباء، من دون أن يفعل بين يديه ما يفعل