اليمن، و ساق معه أربعا و ثلاثين بدنة هديا، و معه الحلل [1] و لما بلغ يلملم عقد نيّته بنيّة النبي و قال: اللهم إهلالا كإهلال نبيّك.
فلما قارب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله مكة من طريق المدينة قاربها أمير المؤمنين عليه السّلام من طريق اليمن، (فلما كان بالفتق قرب الطائف خلّف على أصحابه أبا رافع القبطي [2] ) و تقدمهم للقاء النبي صلّى اللّه عليه و آله، فأدركه و قد أشرف على مكة، فسلّم و أخبره بما صنع و أنه سارع للقائه قبل الجيش.
فسرّ رسول اللّه بذلك و ابتهج بلقائه و كان محرما فسأله: بم أهللت يا علي؟ فقال عليه السّلام: يا رسول اللّه، إنك لم تكتب إليّ بإهلالك و لا عرفتنيه، فعقدت نيّتي بنيّتك و قلت: اللهم إهلالا كإهلال نبيّك. و سقت معي من البدن أربعا و ثلاثين بدنة.
فقال رسول اللّه: اللّه أكبر، فقد سقت أنا ستا و ستين، و أنت شريكي في حجي و مناسكي و هديي، فأقم على إحرامك، وعد الى جيشك، فعجّل بهم إليّ حتى نجتمع بمكة إن شاء اللّه.
فودّعه أمير المؤمنين عليه السّلام و عاد الى جيشه. فوجدهم (عند السدرة داخلين مكة [3] ) قد لبسوا الحلل التي كانت معهم، فقال للذي استخلفه عليهم (أبي رافع) :
ويلك ما دعاك الى أن تعطيهم الحلل قبل أن ندفعها الى النبي و لم أكن أذنت لك في ذلك؟فقال الرجل: سألوني أن يتجمّلوا بها و يحرموا فيها ثمّ يردّونها علي.
فانتزعها أمير المؤمنين عليه السّلام من القوم و شدّها في الأعدال [4] .
[1] قال الواقدي: إنها كانت خمس الغنائم، و قال المفيد: كانت جزية نصارى نجران.