و كان صلّى اللّه عليه و آله يوم الاثنين في مرّ الظّهران فلم يبرح منها حتى غربت الشمس فرحل إلى الثنيتين: كدى و كداء، فصلى المغرب و العشاء و تعشى و بات بينهما [1] و كان ذلك في آخر اليوم الرابع من ذي الحجة [2] فلما أصبح اغتسل و دخل مكة نهارا [3] و ذلك من العقبة في أعلاها (كدى الى الابطح) فلما انتهى الى باب المسجد-باب بني شيبة-استقبل الكعبة فحمد اللّه و أثنى عليه و صلّى على أبيه إبراهيم [4] ، ثم دخل بناقته العضباء و استلم الركن (الحجر الأسود) بمحجنه (عصا قصيرة معوجة الرأس) و قبّل المحجن [5] ثم طاف بالبيت سبعة أشواط ثم صلّى ركعتين خلف مقام إبراهيم عليه السّلام [6] قرأ في الاولى بعد الفاتحة سورة الكافرون، و في الثانية التوحيد [7] ثم دخل زمزم (كذا) فشرب منه ثم استقبل الكعبة و قال: اللهم إني