فأجرى الخيل فسبق هذا الفرس فقبله منه، و وهبه للمقداد بن عمرو [1] فأعطى رسول اللّه لفرس عبيد مائة حلة لهما كل سنة. و كتب لأهل مقنا: انهم آمنون بأمان اللّه و أمان محمد (مما يشير الى خوفهم أيضا) و ان عليهم ربع ثمارهم و ربع غزولهم، و جعلها لهما، فلم يزل يجرى لهما و لآلهما ذلك حتى نزعت آخر زمان بني أميّة [2] .
و واضح ان هذه الأرباع من الغزول و الثمار ليست من الزكوات بل هي من الجزية، فهم اهل ذمّة من أهل الكتاب، و قيل انهم كانوا يهودا [3] .
و كأنّ عبيدا عرّف النبي صلّى اللّه عليه و آله بما حواليه من ميناء أيلة: ميناء العقبة و قسّيسها يوحنّا بن رؤبة. و كانوا ثلاثمائة رجل [4] . غ
و اهل أيلة: ميناء العقبة:
فأمر ان يكتبوا إليهم كتابا و أرسله إليهم مع رسله المذكورين في الكتاب:
حريث بن زيد الطائي و حرملة و شرحبيل و ابي، لم يذكروا باكثر من هذا، و أرسلهم إليهم مع هذين الرجلين من أهل مقناكما هو مذكور في آخر الكتاب برواية ابن سعد: جاء فيه خطابا ليوحنّا القسيس: «اني لم اكن لاقاتلكم حتى اكتب إليكم، فأسلم أو اعط الجزية، و أطع اللّه و رسوله و رسل رسوله و اكرمهم و اكسهم كسوة
[2] مغازي الواقدي 2: 1032، 1033 و يبدو ان ما كان لعبيد انما هي المائة حلة من ربع غزلهم، و يستبعد أن يكون له كل الربع و انظر نصّ الكتاب و شرحه و مصادره في مكاتيب الرسول 2: 288-291.