الكفار، و كان كذلك، و اخبر رسول اللّه بذلك فحضره ليلا و أمر بحفر قبره، و بلال المؤذن بيده شعلة نار، و قد نزل النبي في قبره و يدلون بجسده إليه و هو يقول: اللهم انّي أمسيت راضيا عنه فارض عنه!و كان عبد اللّه بن مسعود حاضرا فلما سمع ذلك قال: يا ليتني كنت صاحب الحفرة-أو-اللحد [1] . غ
حوادث هذه السفرة، وادي القرى:
مرّ عن الواقدي: أنّ مساجد النبي صلّى اللّه عليه و آله المعروفة في سفره الى تبوك: بذي خشب ثم بالفيفاء ثم بالمروة ثم بالشقة ثم بوادي القرى قبل الحجر [2] .
و وادي القرى يسمى اليوم وادي العلا شمال خيبر بعد تيماء و هي على 165 كم على طريق الشام من المدينة، و هي ديار بني عذرة [3] .
و كان من بطون بني عذرة بنو الأحبّ، و كأنهم كانوا يسكنون من وادي القرى موضعا يقال له القالس، فأقطعه النبي لهم و أمر الأرقم فكتب لهم بذلك كتابا رواه ابن سعد:
«بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا ما اعطى محمّد رسول اللّه بني الأحب، أعطى قالسا. و كتب الأرقم» [4] .
[1] ابن اسحاق في السيرة 4: 171 و الواقدي في المغازي 2: 1014 و نقله في بحار الأنوار 21: 250 عن المنتقى للكازروني.