و رواه ابن اسحاق بسنده عنه قال: لقد أخبرني رجال من قومي عن رجل من المنافقين كان يسير مع رسول اللّه حيث سار، فلما كان من أمر الماء بالحجر ما كان و دعا رسول اللّه فارسل اللّه السحابة فأمطرت حتى ارتوى الناس، أقبلنا عليه و قلنا له: ويحك!هل بعد هذا شيء؟!فقال: سحابة مارة!و لم يسمّه!.
قال الراوي فقلت لمحمود: هل كان الناس يعرفون فيهم النفاق؟فقال:
نعم و اللّه، ان كان الرجل ليعرفه في أخيه و أبيه و عمّه و عشيرته ثم يلبس بعضهم على بعض [1] .
بل قام قوم منهم على شفير الوادي يقول بعضهم لبعض: مطرنا بنوء الذراع أو بنوء كذا [2] حتى سمعهم صلّى اللّه عليه و آله فقال لمن حوله: أ لا ترون؟!و كان خالد بن الوليد واقفا فقال: أ لا أضرب أعناقهم؟!فقال صلّى اللّه عليه و آله: لا، هم يقولون هكذا و هم يعلمون ان اللّه انزله [3] . غ
ضلال الناقة، و المنافقين:
مرّ في خبر أبي حميد الساعدي قال: أمسينا بالحجر... و في خبر سهل الساعدي: لم نرجع إلاّ ممسين... و في خبر الخدري: لما أصبح ارتحل و لا ماء معهم.
بما يفيد أنه صلّى اللّه عليه و آله بات تلك الليلة في منزل الحجر، و لكن كأنه سار ذلك النهار
[2] ناء ضد باء، و باء و آب بمعنى واحد، فناء بمعنى نهض و طلع، و مصدره النوء بمعنى الطلوع، كما النجم، و اطلق عليه، و جمعه أنواء: النجوم إذا غابت، و انما قيل لها أنواء، لأنها اذا سقط الساقط منها بالمغرب طلع بإزائه طالع بالمشرق، كما في لسان العرب 1: 176، و عنه في هامش الخرائج و الجرائح 1: 99.