responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة التاريخ الاسلامي نویسنده : اليوسفي، الشيخ محمد هادي    جلد : 3  صفحه : 444

و منهم عمير بن وهب الجمحي، و أبو خيثمة عبد اللّه بن خيثمة


ق-بارّا بالوالدين، و ما عليّ في موتك من غضاضة، و ما بي الى غير اللّه من حاجة، و قد شغلني الاهتمام لك من الاهتمام بك، و لو لا هول المطّلع لأحببت أن أكون مكانك!فليت شعري ما قالوا لك؟و ما قلت لهم؟ثم رفع يده فقال: اللهم انّك فرضت لك عليه حقوقا، و فرضت لي عليه حقوقا، و انّي قد وهبت له ما فرضت لي عليه من حقوقي، فهب له ما فرضت عليه من حقوقك، فانّك أولى بالحق و أكرم منّي.

ثم أصابنا الجوع، فماتت أهله، و بقينا ثلاثة أيام لم نأكل شيئا و لم نجد شيئا، و جمع أبي رملا و وضع رأسه عليه، فرأيت عينه قد انقلبت، فبكيت و قلت له: يا أبة كيف أصنع بك و أنا وحيدة؟!فقال: يا بنتي لا تخافي، فانّي إذا متّ جاءك من أهل العراق من يكفيك أمري؛ فانّه أخبرني حبيبي رسول اللّه فى غزوة تبوك فقال: «يا أبا ذر، تعيش وحدك، و تموت وحدك، و تبعث وحدك، و تدخل الجنة وحدك، و يسعد بك أقوام من أهل العراق يتولّون غسلك و تجهيزك و دفنك» فإذا أنا متّ فمدي الكساء على وجهي ثم اقعدي على طريق العراق، فإذا أقبل ركب فقومي إليهم و قولي: هذا أبو ذر صاحب رسول اللّه قد توفّي.

قالت ابنته: فلما عاين الموت سمعته يقول: مرحبا بحبيب أتى على فاقة!لا أفلح من ندم!اللهم خنقني خناقك، فو حقّك انّك لتعلم انّي احبّ لقاءك!

قالت ابنته: فلما مات مددت الكساء على وجهه، ثم قعدت على طريق العراق، فجاء نفر، فقلت لهم: يا معشر المسلمين!هذا أبو ذر صاحب رسول اللّه قد توفي!فنزلوا و جاءوا فغسّلوه و فيهم مالك بن ابراهيم الأشتر النخعي كانت معه حلة قيمتها أربعة آلاف درهم فكفّنه فيها و دفنوه و بكوا عليه.

و كأنّهم باتوا ليلتهم تلك عند قبره، قالت ابنته: فبينا أنا نائمة عند قبره إذ سمعته في نومي يتهجد بالقرآن كما كان يتهجد به في حياته، فقلت له: يا ابة ما فعل بك ربّك؟فقال: يا بنيّة، قدمت على ربّ كريم فرضي عنّي و رضيت عنه، و أكرمني و حبّاني فاعملي و لا تغيّري. القمي 1: 294-296.

نام کتاب : موسوعة التاريخ الاسلامي نویسنده : اليوسفي، الشيخ محمد هادي    جلد : 3  صفحه : 444
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست