تمرا، و حمل عبد الرحمن بن عوف إليه مائتي أوقية (فضة) [1] و حمل العباس بن عبد المطلب [2] و أبو بكر و عمر و عثمان و طلحة و سعد بن عبادة و محمّد بن مسلمة أموالا، و قوّى اناس دون هؤلاء من هو أضعف منهم، حتى أن الرجل كان يأتي ببعيره الى رجلين و يقول لهما: تعاقبا عليه.
و روى عن أمّ سنان الأسلميّة قالت في انفاق النساء: رأيت بين يدي رسول اللّه في بيت عائشة ثوبا مبسوطا و فيه مما بعث به النساء يعنّ به المسلمين في جهازهم: من أقرطة و اسورة و معاضد و خواتيم و خلاخل [3] .
قال القمي في تفسيره: و أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بعسكره فضرب في ثنيّة الوداع [4] و خطبهم فقال بعد حمد اللّه و الثناء عليه:
«أيّها الناس، انّ أصدق الحديث كتاب اللّه، و أولى القول كلمة التقوى، و خير الملل ملّة إبراهيم، و خير السنن سنة محمّد، و أشرف الحديث ذكر اللّه، و أحسن القصص هذا القرآن، و خير الامور عزائمها، و شر الامور محدثاتها، و أحسن الهدى هدى الأنبياء، و أشرف القتل قتل الشهداء، و أعمى العمى الضلالة بعد الهدى، و خير الأعمال ما نفع، و خير الهدى ما اتبع، و شر العمى عمى القلب،
[1] كذا في مغازي الواقدي، و ابن اسحاق في السيرة 4: 196 ذكر لعاصم بن عدي مائة وسق و لعبد الرحمن أربعة آلاف درهم. و هو أولى. و لم يذكر غيرهما إلاّ أبا عقيل.
[2] كان قدومه المدينة يومئذ استجابة لاستنفاره صلّى اللّه عليه و آله أهل مكة، و بحضوره كان سدّ الأبواب، و سنذكره.
[4] الثنيّة: المرتفع من الأرض، و سميت بالوداع عند وداع الأنصار نساءهم و أهلهم عند خروجهم لغزوة خيبر، كما مرّ، خيبر على شمال المدينة على طريق الشام، و اليوم أرادوا تلك الجهة أيضا، و ليست على جهة الجنوب الى مكة.