هذا زجر لهما عن المعاصي و أمر لهما أن يكونا كآسية امرأة فرعون، و مريم ابنة عمران في طاعتهما للّه تعالى و امتثال أمره و نهيه [1] .
و كأن النبي هنا زاد على هدى القرآن مثلين آخرين للمؤمنات فقال:
«حسبك من نساء العالمين أربع: مريم ابنة عمران، و آسية امرأة فرعون، و خديجة بنت خويلد، و فاطمة بنت محمّد» هذا ما رواه الطوسي في «التبيان» [2] .
اما الطبرسي فروى عن أبي موسى (الاشعري) عنه صلّى اللّه عليه و آله قال: «كمل من الرجال كثير، و لم يكمل من النساء الا أربع: آسية بنت مزاحم امرأة فرعون، و مريم بنت عمران، و خديجة بنت خويلد، و فاطمة بنت محمّد» [3] .
و في ذكره صلّى اللّه عليه و آله خديجة بنت خويلد تخليدا لذكراها و كمالها، و ما فيه من الدلالة الكافية مثلا منها لأمّ المؤمنين المثالية في الاسلام، لمن يفحص عن مثل ذلك بإزاء حفصة و صاحبتها عائشة و قد صغت قلوبهما كما قال اللّه سبحانه. و كأنّه صلّى اللّه عليه و آله بذكره لابنته فاطمة و أنها أكمل النساء الأحياء، يذكّر بكفاءتها لصالح المؤمنين علي عليه السّلام، فمن أراد المثل الصالح للمؤمنين فعليه بعليّ عليه السّلام، و من أراد المثل الكامل للمرأة المؤمنة فعليه بفاطمة عليها السّلام، و من اعرض عنهما اعرض عن الصلاح و الكمال. غ
سورة الصف:
روى الخبر المعتبر المعتمد عن ابن عباس في ترتيب نزول السور الحاكم الحسكاني، و عنه الطبرسي في «مجمع البيان» [4] و رواه الزركشي في