responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة التاريخ الاسلامي نویسنده : اليوسفي، الشيخ محمد هادي    جلد : 3  صفحه : 384

جعلنا ملوكا، و اصطفى لنا من خلقه رسولا، أكرمهم نسبا، و أحسنهم زيّا، و أصدقهم حديثا. أنزل عليه كتابه، و ائتمنه على خلقه، و كان خيرته من عباده، فدعا إلى الإيمان، فآمن المهاجرون من قومه و ذوي رحمه. أصبح الناس وجها، و أفضل الناس فعالا، ثمّ كنّا أوّل الناس إجابة حين دعا رسول اللّه، فنحن أنصار اللّه و رسوله، نقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلاّ اللّه، فمن آمن باللّه و رسوله منع منّا ماله و دمه، و من كفر باللّه جاهدناه في ذلك و كان قتله علينا يسيرا. أقول قولي هذا و استغفر اللّه للمؤمنين و المؤمنات. ثم جلس.

فقالوا: يا رسول اللّه ائذن لشاعرنا. فأذن له. فأقاموا الزبرقان فقال:

نحن الملوك فلا حيّ يقاربنا # فينا الملوك، و فينا تنصب البيع‌

و كم قسرنا من الأحياء كلّهم # عند النّهاب و فضل الخير يتّبع‌

و نحن نطعم عند القحط ما أكلوا # من السديف إذا لم يؤنس القزع‌ [1]

و ننحر الكوم عبطا في أرومتنا [2] # للنازلين، إذا ما انزلوا شبعوا

و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قد أمر بوضع منبر في المسجد (منذ عام) فالتفت إلى حسّان بن ثابت و قال له: أجبهم، فقال:

إنّ الذوائب من فهر و اخوتهم # قد بيّنوا سنّة للناس تتّبع‌

يرضى بهم كلّ من كانت سريرته # تقوى الإله، و بالأمر الذي شرعوا

قوم إذا حاربوا ضرّوا عدوّهم # أو حاولوا النفع في أشياعهم، نفعوا

سجية تلك منهم غير محدثة # إنّ الخلائق-فاعلم-شرّها البدع‌

إن كان في الناس سبّاقون بعدهم # فكل سبق لأدنى سبقهم تبع‌


[1] القزع: سحاب الخريف.

[2] الكوم: جمع الكوماء: الناقة عظيمة السنام. عبطا: اعتباطا بلا حساب. الارومة: الأصل.

نام کتاب : موسوعة التاريخ الاسلامي نویسنده : اليوسفي، الشيخ محمد هادي    جلد : 3  صفحه : 384
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست