قال المفيد في «الإرشاد» : لما التقى المسلمون المشركين لم يلبثوا حتى انهزموا بأجمعهم!فلم يبق منهم مع النبيّ صلّى اللّه عليه و آله إلاّ عشرة أنفس: ثمانية من بني هاشم -و تاسعهم علي عليه السّلام-و هم: أبو سفيان ممسكا بسير سرجه، ثم لحقه العباس بن عبد المطلب عن يمينه، ثم ابنه الفضل بن العباس عن يساره، و نوفل و ربيعة ابنا الحارث بن عبد المطلب أخوا أبي سفيان، و عتبة و معتّب ابنا أبي لهب!و عبد اللّه بن الزبير بن عبد المطلب، فهؤلاء تسعة من بني هاشم خاصة، و عاشرهم أيمن ابن أمّ أيمن، فقتل أيمن رحمه اللّه [1] .
نصرنا رسول اللّه في الحرب تسعة # و قد فرّ من قد فرّ عنه فأقشعوا
و عاشرنا لاقى الحمام بنفسه # لما ناله في اللّه لا يتوجّع
و قولي إذا ما الفضل شد بسيفه # على القوم: اخرى يا بنيّ، ليرجعوا
و في ذلك أيضا يقول مالك بن عبادة الغافقي:
لم يواس النبيّ غير بني ها # شم عند السيوف يوم حنين
هرب الناس غير تسعة رهط # فهم يهتفون بالناس أين
ثم قاموا مع النبي على المو # ت فابوا زينا لنا غير شين
و ثوى أيمن الأمين من القو # م شهيدا، فاعتاض قرّة عين
الإرشاد 1: 141 و اليعقوبي 2: 62 ذكر عدد الثابتين تسعا أو عشرا بلا زيادة. و زاد ابن اسحاق في الثابتين من بني هاشم و حلفائهم: جعفر بن أبي سفيان بن الحارث، و اسامة بن زيد بن حارثة الكلبي، و أبا بكر و عمر 4: 85 و كذلك الواقدي 2: 900 و زاد عثمان بن عفّان، و أبا دجانة الأنصاري و أبا طلحة زيد بن سهيل الأنصاري و معه امرأته الحامل أمّ سليم بنت ملحان أمّ أنس بن مالك 2: 902 و سنذكر النساء الثوابت معها و منهن أمّ الحارث-