و انحدرنا فيه انحدارا في عماية الصبح (قبل أن يتبيّن) فما راعنا إلاّ أن كتائب هوازن شدّت علينا شدة رجل واحد، فانشمر الناس راجعين لا يلوي أحد على أحد [1] .
و رواه الطبرسي في «إعلام الورى» و زاد: أقبل مالك بن عوف يقول:
أروني محمدا!فأروه اياه، فحمل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و كان رجلا أهوج، فتلقّاه رجل من المسلمين قيل هو: أيمن بن عبيد الخزرجي ابن أمّ أيمن حاضنة النبيّ، فقتله مالك، ثم أقحم فرسه نحو النبيّ فأبى الفرس عليه [2] فنكص على عقبيه. و سنعود إلى مقتل أيمن في الثابتين معه صلّى اللّه عليه و آله.
و قال القمي في تفسيره: كانت بنو سليم على مقدّمته، فخرجت عليها كتائب هوازن من كل ناحية، فانهزمت بنو سليم (و يأتي ما قد يفسّر ذلك) و انهزم من وراءهم و لم يبق أحد إلاّ انهزم. و بقي أمير المؤمنين عليه السّلام يقاتل في نفر قليل [3] .
و روى ابن اسحاق بسنده عن العباس بن عبد المطّلب قال: لما التقى المسلمون و المشركون يوم حنين ولّى المسلمون حتى رأيت رسول اللّه ما معه إلاّ ابن أخي أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب و هو آخذ بالسير في مؤخّر بغلة النبيّ البيضاء [4] و النبيّ يسرع نحو المشركين!فأتيته حتى أخذت بلجامها و ضربتها به [5] فأوقفها.
ثم انضمّ إليهم الفضل بن العباس، و قد تفرّق الناس عن بكرة أبيهم، فالتفت العباس فلم ير عليّا عليه السّلام مع النبي صلّى اللّه عليه و آله فقال: شوهة!بوهة!أ في مثل هذا الحال
[1] ابن اسحاق في السيرة 4: 85 و الطبرسي في إعلام الورى 1: 230.