فقال لهم رسول اللّه: إن الشيطان قد قال لليهود: إن محمدا يقاتلكم على أموالكم، فنادوهم: قولوا لا إله إلاّ اللّه، تحرزون بذلك دماءكم و أموالكم، و حسابكم على اللّه. فنادوهم بذلك، فنادت اليهود: انا لا نترك عهد موسى، و التوراة بيننا [1] .
و قاتل رسول اللّه يومه ذلك أهل حصون النطاة (و منها الناعم) الى الليل، و أخذت نبالهم تخالط عسكر المسلمين و تجاوزه، فجعل المسلمون يلقطون نبلهم ثم يردّونها عليهم، و كان شعارهم: يا منصور أمت [2] .
و جاء الحباب بن المنذر فقال: يا رسول اللّه، انّ اليهود ترى النخل أحب إليهم من أبكار أولادهم، فاقطع نخلهم. فأمر رسول اللّه بقطع النخل. و وقع المسلمون في قطعها، و أسرعوا في القطع حتى قطعوا أربعمائة عذق من النطّاة-و لم تقطع في غيرها. و كان يوما صائفا شديد الحرّ... فلما اشتد الحرّ على محمود بن مسلمة (أخي محمد) و عليه أداته كاملة، جلس تحت حصن ناعم يبتغي فيئه...
فدلّى عليه مرحب رحى فأصاب رأسه، فهشمت البيضة رأسه حتى سقطت جلدة جبينه على وجهه، و اتى به رسول اللّه فردّ الجلدة فرجعت كما كانت، و عصّبها رسول اللّه بثوب [3] . و جرح من نبالهم خمسون رجلا من المسلمين [4] .
ق-المهاجرين فأتى بسعد جريحا و عمر يجبّن أصحابه و يجبنونه. بحار الأنوار 21: 11، عن الخرائج و الجرائح للراوندي، و لم نجده فيه.