فنستغفر اللّه و نتوب إليه، و أسلم. فولاّه رسول اللّه مكة [1] .
و رواه الواقدي بسنده عن ابن المسيّب قال: لما أذّن بلال رفع صوته كأشدّ ما يكون، فلما بلغ إلى قوله: «أشهد أنّ محمدا رسول اللّه» قال خالد بن اسيد: الحمد للّه الذي أكرم أبي فلم يسمع هذا اليوم!و قال الحارث بن هشام: وا ثكلاه!ليتني متّ قبل هذا اليوم و لا أسمع بلالا ينهق فوق الكعبة!و قال الحكم بن أبي العاص: هذا و اللّه الحدث العظيم أن يصيح عبد بني جمح على بنيّة أبي طلحة!و قال سهيل بن عمرو: إن كان هذا يسخط اللّه فسيغيّره و إن كان يرضيه فسيقرّه!و قال أبو سفيان (؟!) : أمّا أنا فلا أقول شيئا لو قلت شيئا لأخبرته هذه الحصباء!و كانوا قد تغيّبوا فوق رءوس الجبال خوف أن يقتلوا [2] و أتى جبرئيل عليه السّلام رسول اللّه فأخبره خبرهم [3] . غ
اليوم الثاني و الخطبة فيه:
مرّ أن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله دخل المسجد الحرام فطاف بالبيت ثم دخله ثم خطب الناس، ثم صلى الظهر ثم قال: يا معشر المسلمين!كفّوا السلاح إلاّ خزاعة عن
[1] إعلام الورى 1: 226 و الخرائج و الجرائح 1: 98، الحديث 158 و 163، و الحديث 252.
[2] فما محلّ أبي سفيان منهم؟!فان دلّ هذا فعلى ما ذا يدلّ؟!
[3] مغازي الواقدي 2: 846 و مرّ خبر مثله، عنه في عمرة القضاء عن سعيد بن المسيب، و هو الأنسب. و روى بسنده عن الزهري: أنّ رسول اللّه أقام بمكة خمس عشرة يوما-و في خبر آخر عشرين ليلة-يصلي ركعتين، أي قصرا 2: 871. و روى الطوسي في التبيان 3: 448 عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يتوضأ لكل صلاة فلما كان عام الفتح صلى الصلوات بوضوء واحد فقال له عمر: يا رسول اللّه صنعت شيئا ما كنت تصنعه؟ قال: عمدا فعلته يا عمر!و عنه في مجمع البيان 3: 253.