فروى الطبرسي في «إعلام الورى» في خبر أبان عن بشير النبّال عن الصادق عليه السّلام قال: ثم دعا الغلام (عثمان بن طلحة و قال له: ابسط رداءك) فبسط رداءه فجعل مفتاح الكعبة فيه و قال: ردّه إلى امّك [1] .
و روى ابن اسحاق قال: ثم جلس رسول اللّه في المسجد و مفتاح الكعبة في يده، فقام إليه علي بن أبي طالب فقال له: يا رسول اللّه اجمع لنا الحجابة مع السقاية صلى اللّه عليك (فلم يجبه) و قال: اين عثمان بن طلحة!فدعي له فقال: هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم برّ و وفاء [2] .
و زاد الواقدي عن عثمان قال: فاستقبلته ببشر و استقبلني ببشر ثم قال:
خذوها يا بني أبي طلحة خالدة تالدة لا ينزعها إلاّ ظالم، يا عثمان، إنّ اللّه استأمنكم على بيته.. فقم على الباب و كل بالمعروف. و أعطاه المفتاح و هو مضطجع في ثيابه، و قال للناس: أعينوه. و جاء خالد بن الوليد فقال له رسول اللّه: يا خالد، لم قاتلت و قد نهيت عن القتال!
فقال: يا رسول اللّه، انهم بدءونا بالقتال، رشقونا بالنبل و وضعوا فينا السلاح، و قد كففت ما استطعت، و دعوتهم إلى الإسلام و أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس، فأبوا حتى إذا لم أجد بدّا قاتلتهم، فظفّرنا اللّه عليهم و هربوا في كل وجه يا رسول اللّه!فقال رسول اللّه: قضى اللّه خيرا!ثم قال رسول اللّه: كفّوا السلاح إلاّ خزاعة عن بني بكر إلى صلاة العصر. و هي الساعة التي احلّت لرسول اللّه لم تحل لأحد قبله [3] فقتلت خزاعة جمعا من بني بكر قصاصا قبل صلاة العصر.