و إسلامهم. و عثمان بن طلحة هو سادن الكعبة بعد أبيه طلحة، الذي كان من حملة لواء المشركين ببدر و المقتول يومئذ. و قد ترك المفتاح بيد امّه و هي بنت شيبة المخزومي المقتول ببدر أيضا.
و قد روى الواقدي بسنده عن ابن عمر قال: دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يوم الفتح مكة على بعير و معه بلال بن أبي رباح و اسامة بن زيد و عثمان بن طلحة، فلما بلغ رأس الثنيّة أنزل عثمان فأرسله إلى أمه ليأتيه بمفتاح الكعبة [1] . و دخل رسول اللّه المسجد الحرام فطاف، ثم انصرف فجلس في ناحية من المسجد و الناس حوله [2] ، ثم أرسل بلالا إلى عثمان بن طلحة يأتيه بمفتاح الكعبة [3] .
و روى الطبرسي في «إعلام الورى» عن أبان بن عثمان الأحمر البجلي الكوفي عن بشير النبّال عن الصادق عليه السّلام قال: سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عن مفتاح الكعبة فقالوا: عند أمّ شيبة (بنت شيبة) فدعا بابنها (عثمان بن طلحة) و قال له: اذهب إلى امّك فقل لها ترسل بالمفتاح [4] . قال عثمان: نعم. و خرج إلى امّه فقال لها: يا أمه، أعطني المفتاح فإنّ رسول اللّه قد أرسلني و أمرني أن آتيه به. فقالت له امّه [5] : قتلت مقاتلتنا و تريد أن تأخذ منا مكرمتنا؟!فقال لها: لترسلنّ به أو لأقتلنّك!فوضعته
[2] فروى الواقدي عن عامر بن واثلة قال: كنت مع أمي يوم فتح مكة فرأيت رسول اللّه يمشي و يمشون حوله فمنهم من يقصر عنه، و منهم من هو أطول منه، و لا أنسى شدة بياضه و سواد شعره. 2: 867.